أكدت تربويات أن العنف اللفظي والمعنوي الذي يحدث في المدارس من أشد أنواع الإيذاء الذي يواجه الطالبات. وطالبن بشدة بضمان تحقيق الأمن النفسي وحماية الطالبات من كافة أنواع العنف، إلا أنهن استبعدن في الوقت ذاته وجود عنف جسدي في مدارس البنات إلا في حالات نادرة، لكنهن أكدن أن العنف اللفظي والمعنوي موجود في المدارس وبشكل مقلق.
وقالت الطالبة لمى الشهري إن من صور العنف التي تواجهها هي وزميلاتها بعض الحركات التي تعبر بها المعلمة بوجهها أمام زميلاتها للسخرية والاستهزاء بهن، مشيرة إلى أن بعض المعلمات يفتقدن كثيرا للأسلوب التربوي في التعامل مع الطالبات.
وأضافت أن بعض المعلمات يستخدمن مع طالباتهن ألفاظا تجرح مشاعرهن، ذاكرة بأن بعض مديرات المدارس يفقدن أعصابهن مع الطالبة ومع ولية أمرها فتتحدث معهن بأسلوب يفتقد الحكمة والصبر، مبينة أن بعض المديرات كثيرا ما يرددن بأن جميع الصلاحيات في يدها ومن حقها أن تفعل وتفعل وتفعل.
بينما أشارت الطالبة حنان محمد من جدة إلى أنه - وللأسف - يُمارس بالمدارس عنف لفظي على الطالبات من قبل بعض مديرات المدارس ومعلماتها؛ حيث تخرج أحيانا المديرة أو المعلمة ألفاظا كطلقات الرصاص دون أن تعي حجم ذلك اللفظ الذي أطلقته على الطالبة دون وعي أو في لحظة انفعال.
وقالت الطالبة خديجة سرور من المدينة إن الشريحة الأكبر من معلمات المرحلة الابتدائية تمارس العنف على الطالبات بكافة أشكاله وصوره اللفظية والمعنوية. وبينت أن طالبات المرحلة الابتدائية تكال لهن شتائم وتوجيهات بطريقة سيئة لفظيا ولها مردود معنوي أكثر سوءا على نفسية الطالبات.
وأضافت المعلمة أم بندر بالرياض أن المدارس في جميع المناطق لم يعد بها عنف جسدي يمارس من قبل هيئة المدرسة والمتمثلة في المديرة والمعلمات؛ بل أصبح العنف الجسدي بين الطالبات أنفسهن، وأن ظاهرة العنف الجسدي باتت قليلة جدا إلا في بعض المدارس الابتدائية، مضيفة بأنه يوجد عنف في أروقة المدارس ولكنه عنف لفظي قد يكون صادرا من معلمة تفتقر للأسف للأسلوب التربوي الجيد، وعلى الرغم من التطور الذي يلحق التعليم يوما بعد يوم إلا أنه لا تزال هناك شريحة كبيرة جدا من مديري ومديرات ومعلمي ومعلمات المدارس يفتقرون إلى التأهيل الجيد والتعامل الحسن والتربوي مع الطلاب والطالبات.
من جانبها ذكرت مديرة إدارة التوجيه والإرشاد للبنات بالطائف عسلة الزهراني أن العنف مرفوض بكافة أشكاله، وأن الإدارة نظمت ملتقى للحد من ظواهر العنف بكافة أشكاله وصوره، وتسعى إدارة التوجيه والإرشاد جاهدة لتحقيق الأمن النفسي في المدارس من خلال برامج تعزز التعامل الصحيح والسليم مع الطالبات، مشيرة إلى أن الأمن النفسي لن يتحقق إلا بتضافر الجهود وتكاتف الأيدي للخروج بجيل سليم بعيدا عن ظواهر العنف.
وبينت مشرفة وحدة الخدمات الإرشادية للبنات منيرة الوقداني أن هناك هاتفا إرشاديا للمعلمات ولمن تواجه مشكلة من المعلمات، وذكرت أن المعلمة يمكنها أن تحدث تغييرا كبيرا في التعامل الجيد مع الطالبات، مضيفة بأن للمعلمة اليوم دورا حيويا وفعالا في الكشف عن العنف، في حال شكها بتعرض الطفل للعنف، وهناك جهات تساعدها في الإبلاغ عن حالات العنف ضد الأطفال.