أحمد حسين الأعجم - جازان
تناقلت الصّحف ووسائل التّواصل الاجتماعي خلال الأسبوعين الماضيين خبرين مؤلمين ومثيرين ولافتين للانتباه، عن قيام مجموعة من الشباب في الطائف بمطاردة وصدم إحدى الدوريات الأمنية، ومحاولة مجموعة أُخرى من الشّباب في حائل ضرب أحد رجال الأمن.. والحقيقة أن حدوث مثل هذه الأمور مُحزن جداً لأنه يمس إحدى أهم ركائز سعادة الإنسان في هذه الحياة وهو (الأمن).
ولقد وجدت من خلال متابعتي لردود أفعال المواطنين رفضاً تاماً لما حدث، وتأييدا كاملاً للحكومة لاتخاذ أقصى العقوبات في حق المعتدين، وهو أمر نتفق عليه جميعا ولا شك، لكن! أرى أن (المواطنة الإيجابية) تحتّم علينا أن نتحدث بصراحة عما وقع، ونقول إن ما حدث هو نتيجة طبيعية لأخطاء متراكمة للأسف، منها ضعف الأنظمة التربوية في التعليم العام عموما، فالتعليم العام يُركز فقط على تدريس مادة (التربية الوطنية) كمعلومات نظرية، عن حب الوطن والمحافظة على الممتلكات العامّة والخاصة، لكنه لا يتم تعليم وتنبيه الطلاب بالعقوبات المقررة في النظام على العابثين! كذلك ضعف الأنظمة الجزائية بحق العابثين بالممتلكات العامة والخاصة، وأكثرهم من الشباب، والتبرير لكل أخطاء الشّباب بمصطلحي المراهقة، والطيش، ولكن هذا لا يكفي.
أيضا قيام بعض الشباب بسرقة سيارات المواطنين للتّفحيط بها ثم ركنها في أحد الشّوارع، وتحطيم بعض الطلاب سيارات المعلمين، والعقوبات للأسف لا تتعدى التوقيف لبضعة أيام ثم التعهد والخروج! وها هم الشباب اليوم يتجرأون على الممتلكات العامة في تطور سلبي جدّا للحكمة القائلة: "من أمن العقوبة أساء الأدب".
وفي الختام أقول: من الأفضل أن نتحدث عن الأخطاء الموجودة، وضرورة معالجتها قبل استفحالها، والحكمة تقول: "من لم تنبهه المواعظ، ستنبهه الحوادث" فهل نتنبه؟
حفظ الله وطـننا من كل سوء، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان.