"يا له من أسبوع طويل، لم أصدق أنه انتهى، لم تكن أيام الإجازة كذلك، لأنها ذهبت سريعاً، كل ما أريده هو الذهاب مع والدي كما وعدنا في رحلة قصيرة إلى الديرة"، كان ذلك حديثاً للطالب محمد الحسيني في الصف الرابع الابتدائي معلقاً على الأسبوع الدراسي الأول، وكشأن محمد، كان الكثير من الطلاب ينتظرون أول إجازة أسبوعية بعد بداية الدراسة باعتبارها تمثل متنفسا لهم ولو لفترة قصيرة، بعد أسبوع يرونه ثقيلاً جاء بعد إجازة استمرت لأشهر.

ويمكن في أول إجازة أسبوع في الموسم الدراسي ملاحظة كثرة السيارات العائلية المغادرة لحاضرة الدمام؛ حيث تتنوع الوجهات ولكن بالمجمل تكون قصيرة، حيث الغاية هي استراحة ليومين فقط تمثل عطلة نهاية الأسبوع، ومنهم وجدنا عبدالسلام الميموني، رجل في العقد الخامس من عمره، يحزم أمتعة مركبته تمهيداً لرحلة عائلية فيما حوله أولاده وهم متحلقون بشغف وفضول، يقول الميموني عن ذلك: كما ترى، نحن ذاهبون إلى الرياض، لزيارة بيت والدي، ولم أخطط للرحلة إلا قبل يومين بسبب إلحاح الأولاد الذين اشتكوا من طول أول أسبوع دراسي، ورغبوا في الذهاب إلى أي مكان خارج المنطقة الشرقية.

من جهته كان منصور الرياشي وهو موظف مستعداً للسفر ولكن إلى مكان أكثر قرباً، يقول الرياشي: سنذهب إلى الجبيل الصناعية، هناك بيت أختي، والسبب هو ابني الذي يدرس في الصف الثاني، لم يكن سعيداً في أول أسبوع دراسي وكان مزاجه متقلباً مع بعض الانزعاج، ففكرنا بالذهاب إلى مكان للترويح عنه في نهاية الأسبوع.

وكذلك كان الحال مع المعلمة مها السليمان التي بينت أنها فضلت قضاء نهاية الأسبوع الأول لها خارج المنطقة الشرقية لإبعاد مشاعر الملل عنها وعن أولادها؛ حيث تقول: لدي توأم يدرسان في الصف الأول ولم أتوقع تبرمهما الكثير من سير الأيام الأولى للدراسة بعكس المتوقع، فاقترح والدهما أن نذهب إلى الكويت يومين للترفيه خاصة أن زوجي هو الآخر معلم.

من جهتها ترى الأخصائية النفسية آمنة السليم أن مسألة تعامل الطلاب مع أول أسبوع دراسي ليست مشكلة معتبرة، بل أمر متوقع يجب التعامل معه بشكل مباشر وسهل، وقالت السليم في حديثها إلى "الوطن": يجب في البداية أن يعلم أولياء الأمور أن تذمر أبنائهم ليس أمراً سلبياً أو تصنيفه باعتباره سلوكاً سيئاً، بل يجب استيعابه ضمن إطاره العام، وتفهمه خاصة في توقيته، فالأمر يحتاج بعض الوقت، ليس للكل ولكن لبعضهم، وهو يعود لأكثر من سبب منها طول الإجازة، أو مدى قدرة الطالب على التكيف مع الوضع الجديد، خاصة إذا وضع الوالدان حداً لنومه، أو التصرف في ألعابه، وغيرهما من الأمور الأخرى.

وأضافت السليم أن ما يفعله بعض الآباء من الذهاب في رحلة سريعة للترويح عن الأبناء هو أمر في غاية الروعة، وخطوة تساعد كثيراً على أكثر من صعيد؛ حيث إن الدراسة تبدأ من سن السادسة وعندها تبدأ مدارك الأطفال في الاستيعاب وتتشكل بشكل متدرج، وهذه الخطوات تساهم في تخفيف الضغط عليهم ومن مشاعر الضيق والتبرم، وتعزز تقديرهم لأولياء أمورهم.