شهدت أجرة الأيدي العاملة ارتفاعا ملحوظا منذ مطلع العام الحالي في مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، فيما عزاه بعض المختصين إلى تضييق الخناق على العمالة السائبة، التي كانت تعمل على إنشاء المباني والإنشاءات من قبل وزارة العمل، فيما عزاه آخرون إلى ارتفاع تكلفة المعيشة، وتغير الطقس في مدن ومحافظات المنطقة وتأثيراتها على العاملين.

وأوضح رئيس لجنة المقاولين في الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية صالح السيد لـ "الوطن"، أن سبب ارتفاع أجرة الأيدي العاملة في قطاع المقاولات يعود إلى تضييق الخناق على العمالة السائبة، حيث يعتمد عليهم معظم المقاولين العاملين في بناء المنازل والفيلات السكنية الخاصة، الذين يبحثون عن العمالة في السوق السوداء، إلا أن تضييق الخناق على العمالة السائبة، واشتراط تحويل مرتبات العمالة في حساب بنكي، وتأمين طبي، ساهم في الحد من العمالة السائبة بالمنطقة، واصفا الارتفاع في أجرة العمالة بـ "الصحي"، ومؤكدا أنه لا علاقة لارتفاع أسعار المعيشة، وعوامل الطقس بارتفاع الأجرة.

وبين السيد، أن الأنظمة التي اتخذتها وزارة العمل تهدف إلى التضييق على العمالة السائبة، الذين يستقطبهم بعض المقاولين وهم غير مهيئين للعمل في قطاع المقاولات، حيث إن الأنظمة تتيح العمل للعمالة النظامية فقط، وستعمل على "تنظيف" السوق من المقاولين غير المتخصصين أو المؤهلين الذين يعتمدون على العمالة السائبة، وستصبح المنافسة بين المقاولين جادة وصحية، في حين أن اشتراطات وزارة العمل تتيح لمن يملك التراخيص الخاصة بالبناء ويطبق السعودة، سهولة الحصول على تأشيرات استقدام العمالة. وأكد أن السوق مقبل على طفرة بناء كبيرة، وأن هيئة الاستثمار فتحت الباب على مصراعيه للمقاولين من مختلف الجنسيات.

من جهته، أكد مدير شركة مقاولات كبرى في المنطقة الشرقية عبدالرحمن الدرباس لـ"الوطن"، أن هناك ارتفاعا ملحوظا في أجرة الأيدي العاملة بسبب كثرة المشاريع، والتضييق على العمالة السائبة من قبل مكتب العمل، والحد من منح التأشيرات، حيث يجب التشديد في منح التأشيرات، ومن يثبت عدم حصوله على أعمال إنشائية رسميا، فيجب عدم منحه تأشيرات لضمان عدم تسيب العمالة في المنطقة، الذي يكون له تأثيرات سلبية اقتصاديا وأمنيا.

وبين الدرباس، أن أسعار استقدام العمالة، وارتفاع أجرتهم، وارتفاع تكلفة المعيشة، وقلة التأشيرات، جميعها عوامل ساهمت إلى حد كبير في ارتفاع أجرة الأيدي العاملة في مشاريع المنطقة الشرقية.