تمكنت جمعية الثقافة والفنون بجازان من إعادة خشبة المسرح لساحة الحراك الإبداعي بالمنطقة بعد سنوات من الغياب عاشتها جازان، وجاءت مشاركاتها المحلية والعربية لتتوج هذا الفعل المسرحي بالفوز أخيرا في مهرجان أصيلة بمسرحية "ميدو والأشقياء".

مدير فرع الجمعية بجازان علي الخبراني أوضح في تصريح إلى "الوطن" أن الجمعية وعلى الرغم من إمكاناتها المتواضعة؛ إلا أنها استطاعت بما تمتلكه من مواهب مواصلة التميز والنجاح بتسجيل حضور لافت في مهرجان أصيلة الدولي لمسرح الأطفال بحصدها لجائزة أفضل موسيقا في مهرجان أصيلة الدولي التاسع لمسرح الأطفال بالمغرب بعد مشاركتها بمسرحية "ميدو والأشقياء".

وعبر الخبراني مخرج العمل عن سعادته الكبيرة هو وفريق العمل بهذه الجائزة لاسيما أنها المشاركة الخارجية الأولى لفرع الجمعية من تأسيسه. وعن موضوع المسرحية التي ناقشته، بين الخبراني أن مسرحية "ميدو والأشقياء" تحكي قصة أطفال يمارسون هوايات متنوعة منها التعامل القاسي مع الحيوانات ويقومون بحبس عصفور وإجباره على أن يغرد ثم يدخلون قطا داخل قفص العصفور تهديدا لحياة العصفور، إلا أنهما يتصالحان ويهربان من القفص ليعود القط مع مجموعة من بني جنسه على هيئة أشباح لترويع الأطفال، الذين مارسوا متعتهم بإيذاء الحيوانات وتعذيبها.

وأوضح أن المسرحية تستخدم الدمى التي تبرز تعابير الوجه والموجهة للأطفال في المراحل الأولية الذين يملكون قابلية التجاوب والتعلم من خلال ما يشاهدونه ويسمعونه.

وعن الجهة التي تولت الدعم المالي لهذه المشاركة، أكد مدير جمعية الثقافة والفنون بجازان أن الإدارة العامة للجمعية تكفلت بالتمويل الكامل للعمل من تذاكر وإقامة وإعاشة وتنقلات ومكافآت.

ولفت الخبراني إلى أن المهرجان يعد فرصة ثمينة أتاحتها لنا الإدارة العامة للجمعية للإفادة من تجارب قيمة في المسرح بعد أن كانت هذه المشاركات حكرا على فروع محددة. وقال الخبراني "أثبتنا قدرتنا على المنافسة من خلال أول مشاركة ومع دول لها تاريخ في المسرح واستطعنا أن ننتزع جائزة الموسيقا".

وعن هدفهم الأول من وراء هذه المشاركة العربية وعما إذا كانوا يتوقعون الفوز قال الخبراني: حقيقة بعد تقديم عرضنا في اليوم الثالث من عمر المهرجان صعد الجمهور لأول مرة على المسرح ليهنئنا، فعلمت حينها أن عرضنا المسرحي نجح؛ لأن جمهور أصيلة متذوق للأعمال المسرحية، فكان هذا التتويج بالجائزة رغم وجود فرق محترفة من فرنسا التي قدمت ثلاثة عروض كانت قمة في الروعة، إلى جانب فرق من المغرب والعراق ومصر وعمان والإمارات، مؤكدا أن الظفر بالجائزة لم يكن هدفنا الأول بقدر ما كنا حريصين على الاستفادة من التجربة بكل عناصرها.

وعن الفوائد التي خرجوا بها بعد المشاركة، قال الخبراني "ذهبنا إلى أصيلة لنرى ونسمع ونتكلم، فقد كنا نحضر جميع العروض ونستمع لآراء المسرحيين ونتكلم معهم عما رأيناه وسمعناه ووجهة نظرنا فيما يطرح".

وعن الشباب المسرحي الجازاني الذي شارك في هذا المهرجان ضمن وفد الجمعية، بين الخبراني أن عددا من نجوم المسرح الشباب بالمنطقة وهم جلال الجيلاني، وضعافي كليبي، وأيمن عبدالحق، وأنس حكمي، وعبدالله عقيل، وعبدالرحمن صائغ، ومناجي غروي، وأسامة دغريري، وفهد عريشي، وعبدالإله دهل، وعبدالله شعبي، وعلي كليبي، كانوا المشاركين وهم الواقفون خلف هذا النجاح.