أكد رئيس النادي الأدبي في الرياض الدكتور عبدالله الوشمي أن أي امرأة سعودية كتبت سطرا واحدا في الصحافة السعودية في السبعينات الهجرية وما بعدها بقليل تعد مجاهدة؛ لأنها استطاعت أن تكتب في أجواء كانت الآراء فيها متباينة، وكثير منها معارضة لتعليم المرأة لأسباب اجتماعية وثقافية وغيرها.

وأشار الوشمي خلال إدارته لمحاضرة أقيمت أمس في خميسية حمد الجاسر بالرياض ألقاها المؤرخ والكاتب محمد القشعمي عن الصفحة النسائية في جريدة اليمامة إلى أن المرأة ركزت في كتاباتها في تلك الحقبة على تعليم المرأة كأكثر القضايا التي أثارت جدلا في تلك الفترة، وتابع "المملكة لم تكن وحدها التي عانت من الأصوات الممانعة لتعليم المرأة بل هناك عشرون دولة من مختلف العالم عورض فيها تعليم المرأة".

وأضاف الوشمي أن المعارضين لتعليم المرأة في البدايات في السعودية كانوا يرونه حراما وفسقا وخروجا عن الحشمة، مستعرضا بعض الأسماء النسائية التي كتبت في تلك الفترة مثل الدكتورة فوزية أبوخالد وشمس خزندار وغيرهن.

من جانبه، أوضح الكاتب محمد القشعمي أن الدعوة لتعليم المرأة بدأت بوقت مبكر عندما أصدر محمد حسن عواد كتابا عام 1345 بعنوان "خواطر مصرحة" وخصص فصلا بعنوان "كيف تكونين" فتسبب هذا الكتاب في فصله من عمله كمدرس بمدرسة الفلاح، تتالت بعد ذلك الدعوة لتعليم البنات.

واستعرض القشعمي عددا ممن كتب في البدايات عن تعليم المرأة مثل عبدالمقصود خوجة في صحيفة أم القرى التي كان يرأسها، ومحمد راسم في صوت الحجاز وأحمد السباعي، وفي ذات الوقت كان رئيس تحرير صوت الحجاز محمد علي رضا لا يحبذ فتح مدارس لتعليم البنات وكان يرى أن المرأة لا ينبغي لها أن تتعلم وأن بيتها أصون لها.

واستطرد القشعمي في الحديث عن بدايات المطالبة بتعليم المرأة التي قال إنها كانت على استحياء، وبين مد وجزر إلى أن صدرت صحيفة القصيم عام 1379 فبدأت في عددها الأول تلح على هذا الطلب.

وتحدث القشعمي عن مؤسسة اليمامة الصحفية التي خصصت صفحة للمرأة بعنوان الصفحة النسائية تحررها شمس خزندار، قائلا "أعتقد أنها أول محررة سعودية تكتب اسما صريحا في اليمامة بعد الطالبة آنذاك فوزية أبوخالد، مؤكدا أن شمس خزندار - رحمها الله - اسمها الحقيقي شمس أحمد الحسيني، لكن في تلك الفترة ظهرت تقليعة أن الزوجة تكتب اسمها ثم عائلة زوجها، وهي زوجة الكاتب عابد خزندار. وتابع القشعمي: بعد تحول اليمامة من مجلة شهرية إلى عدد أسبوعي كانت افتتاحية العدد الأول مخصصة للبنات بدون توقيع وهي على الأرجح لرئيس تحريرها حمد الجاسر، واستعرض بعض ما كتب للنساء في الأعداد التي أعقبت العدد الأول، مبينا أن عبدالكريم الجهيمان طالب بتعليم المرأة ما تسبب في إغلاق صحيفته أخبار الظهران، لكنه عاود الكرة لمطالبه ونشر في اليمامة مقالا في عام 1377 بعنوان "نصفنا الآخر".

وتحدث القشعمي عن معرض جمعية النهضة السعودية ومكتبة نادي فتيلا الجزيرة بالمربع، مشيرا إلى إنشاء اتحاد نسائي حينها، إلا أنه توقف لأنه كان اجتهادا فقط من البعض.

من جهتها، تحدثت منى خزندار في كلمتها عن الصفحة النسائية في مجلة اليمامة في بداياتها ودور حمد الجاسر فيها وكذلك والدتها شمس خزندار، مشيرة إلى أن هناك مطالبات حينها بإغلاق الصفحة إلا أن والدتها أصرت على استمرارها لأنها للمرأة، متطلعة للفت نظر المسؤولين لقضايا المرأة.