انتشر مؤخرا على المواقع الإلكترونية والمنتديات العامة والخاصة ظاهرة السوق السوداء لبيع البريد الإلكتروني الذي يحمل اسما ثلاثيا أو يكون مميزا، وذلك بعد توقف إنشاء أسماء ثلاثية للبريد الإلكتروني وانشغال الأسماء المميزة للبريد الإلكتروني بأنواعه المختلفة. وقد تفاوتت أسعار البيع للبريد الإلكتروني من 250 ريال إلى 2000 ريال على حسب ما يراه بائع البريد، فيما حددت بعض المنتديات عددا من الضوابط والشروط للبيع. يذكر أن خدمة البريد الإلكتروني خدمة مجانية لمستخدمي شبكة الإنترنت، فيما قام هؤلاء كما يسميهم البعض (هوامير البريد الإلكتروني) بإنشاء عدة حسابات بأسماء مميزة وقصيرة، وطرحها على المواقع والمنتديات لتداولها وبيعها. وأشار المحلل الاقتصادي وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالمدينة المنورة عبد الغني الأنصاري بأن هذه الظاهرة تعتبر نوعاً من الاحتيال وتتمثل بالقضية المالية وذلك بسبب أنها لا تباع من الشركة المؤسسة للبريد الإلكتروني. ونوه الأنصاري بأن العالم الافتراضي متمثل في شبكات التواصل الاجتماعي حيث يوجد الحسن والسيئ داخلها، وهناك جزئية كثيرة واعية داخل هذه الشبكات، وإذا الإنسان أصبح بهذا اللاوعي بأن يشتري بريدا إلكترونيا وهو باستطاعته أن ينشئ بريدا يحمل اسمه وهويته أو رمزا خاصاً به، فهذه إشكالية كبيرة في مستوى الوعي. مضيفا بأن الجهل حاليا أصبح جهلا معلوماتيا وليس جهلا أمية. متسائلاً بأنه كيف يمكن للإنسان أن يضمن شراء بريد من شخص مجهول قد يكون لشخص مجرم أو إنسان ضال، كما أشار الأنصاري إلى أن هذا البريد الإلكتروني قد يكون عليه سابقة جنائية متمثلة في انتهاك خصوصية الغير. وقال الأنصاري إن هناك أشياء ظاهرها جميل وخلفها كارثة، معتبرا أن هذه الظاهرة هي قضية وعي شبابي، ويجب على مؤسسات التنشئة الاجتماعية أن تحذر منهم.