أعلنت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي أمس حالة الطوارئ الصحية ضد المرض الوبائي "الكوليرا" الذي يضرب جمهورية سيراليون التي اشتهرت بإنتاج "الماس".

ووفقاً لتقديرات المنظمة الرسمية أصاب داء الكوليرا 12 ألف شخص، كما أن الرقم مرشح للتصاعد مع اقتراب موسم هطول الأمطار الغزيرة خلال شهري سبتمبر الجاري وأكتوبر المقبل. وسجلت "الإحصائية" 224 حالة وفاة حتى الآن، فيما طالبت أمانة المنظمة أعضاءها الـ 57 والمجتمع الدولي بسرعة تقديم "المساعدة الإنسانية العاجلة" في صورة مساعدات طبية ولوجستية فنية. سيراليون التي عانت من حرب أهلية طويلة استمرت من 1991 وحتى 2002 كان الهدف منها السيطرة على مناجم الماس، تعاني اليوم من تفشي أسوأ حالات داء الكوليرا، وهو من الأمراض المعوية المعدية التي تُسببها سلالات جرثومة الكوليرا المنتجة للذيفان المعوي، التي تنتقل إلى البشر عن طريق تناول طعام أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا ضمة الكوليرا من مرضى كوليرا آخرين. وقد أبدت "التعاون الإسلامي" قلقها من سوء الوضع الصحي في الجمهورية الصغيرة الواقعة في غرب القارة السمراء (أفريقيا) على ساحل المحيط الأطلسي. فيما وضع أمينها العام البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، محددات صحية تشكل الملامح العامة لرؤية منظمته في القضاء على الوباء، منها توفير المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، والرعاية الطبية السريعة والفعالة لهؤلاء الناس.

وأكد الأمين العام دعمه لسيراليون التي لا تزال تمر بمرحلة إعادة البناء التي أعقبت حربا أهلية استمرت لأزيد من عقدين من الزمن، وحث الجهات الإنسانية المعنية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على تقديم الأدوية الضرورية والتجهيزات الطبية اللازمة لهذا البلد فيما يبذله من جهود لمكافحة هذا الداء الفتاك.

وحاولت "الوطن" الاتصال على ممثل إدارة الشؤون الإنسانية بالتعاون الإسلامي عبد الله كيب أكثر من مرة لمعرفة أماكن انتشار الوباء، وتقدير المساعدات المالية المطلوبة، إلا أن هاتفه كان مغلقاً.

دولياً وصفت منظمة الصحة العالمية الحالة الصحية بـ "الوضع الحرج"، أما الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر فقد حذر من أن الانتشار الحالي للكوليرا من الممكن أن يصبح مدمرا ويكون من الصعب السيطرة عليه، ليس في سيراليون فقط بل في مناطق غرب أفريقيا التي تفتقر إلى الصرف الصحي وخدمات النظافة. ووفقاً للتقديرات الإحصائية فإن المسلمين يشكلون 62 % من السكان، و28 % مسيحيون، و10 % أديان ومعتقدات مختلفة.