قرر المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تكليف الأمانة العامة باستكمال مرئيات الدول الأعضاء بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد لحاجته إلى مزيد من الوقت والتشاور، وعرض ذلك على المجلس الوزاري في دورته المقبلة لدراسته والتوصية بشأنه للمجلس الأعلى.
ورحب المجلس بنتائج قمة منظمة التعاون الإسلامي الاستثنائية، التي عقدت في مكة المكرمة بتاريخ 14-15 أغسطس 2012، وثمن مقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية في مدينة الرياض.
وبحث المجلس الوزاري في أعمال دورته الـ124 بجدة أمس المزيد من التقدم والتنمية لدول المجلس، ودعم وتعزيز الأمن والاستقرار، وتطورات عدد من القضايا السياسية دوليا وإقليميا.
شأن اقتصادي
ناقش المجلس الوزاري نتائج وتوصيات اجتماعات اللجان الوزارية في المجال الاقتصادي التي عقدت خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ووافق على النظام الأساسي للمركز الإحصائي لدول المجلس وقرر رفعه إلى المجلس الأعلى في دورته المقبلة والتوصية باعتماده، وكذلك قرر رفع الإطار العام للاستراتيجية السكانية والتوصية باعتماده بصفة استرشادية، وقرر رفع الوثائق التالية إلى المجلس الأعلى والتوصية له باعتمادها والعمل بها بصفة استرشادية لمدة سنتين، تمهيدا لمراجعتها والعمل بها بصفة إلزامية:
- مشروع القواعد الموحدة لطرح الأسهم في الأسواق المالية بدول مجلس التعاون.
- مشروع قواعد الإفصاح الموحدة للأوراق المالية المدرجة في الأسواق المالية بدول المجلس.
- مشروع المبادئ الموحدة لحوكمة الشركات المدرجة في الأسواق المالية بدول المجلس.
- وفي مجال شؤون الإنسان والبيئة قرر المجلس الوزاري الموافقة على رفع مشروع إنشاء الشبكة الخليجية لضمان الجودة في التعليم العالي بدول المجلس، ومقرها سلطنة عمان، إلى المجلس الأعلى والتوصية بالموافقة على إنشائها.
- وفي مجال الملكية الفكرية وبراءات الاختراع قرر المجلس الوزاري الموافقة على إبرام مذكرة تفاهم بين الأمانة العامة لمجلس التعاون والمنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو)، وتفويض الأمين العام لمجلس التعاون بالتوقيع عليها.
مطالبة إيران بحسن الجوار
وجدد المجلس الوزاري التأكيد على مواقفه الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال جمهورية إيران الإسلامية للجزر الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى وأبو موسى) التابعة للإمارات، والتي أكدت عليها جميع البيانات السابقة.
وعبر المجلس عن استنكاره بشأن ما حدث من تحريف وتزوير في الترجمة باللغة الفارسية، من قبل القناة الأولى للتلفزيون الإيراني لكلمة الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية في القمة الـ16 لحركة عدم الانحياز التي عقدت في طهران بتاريخ 30 أغسطس 2012، حيث تم حذف اسم سورية واستبداله باسم البحرين، في الفقرة المتعلقة بسورية من كلمة الرئيس المصري، واعتبار ما حدث خروجا عن الأمانة والقواعد المتعارف عليها في هذا الشأن.
كما طالب المجلس الوزاري من إيران عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، الذي يعتبر انتهاكا لسيادتها واستقلالها، وأدان المجلس في هذا الخصوص السياسات العدائية والتصريحات التحريضية التي تصدر من بعض المسؤولين الإيرانيين، التي لا تسهم في خدمة وتطوير العلاقات معها، داعيا إياها إلى الالتزام التام بمبادئ حسن الجوار، والاحترام المتبادل، والأعراف والقوانين والمواثيق الدولية.
النووي الإيراني
وحول الملف النووي الإيراني أعرب المجلس الوزاري عن قلقه البالغ من استمرار أزمة البرنامج النووي الإيراني، مجددا التأكيد على أهمية التزام إيران بالتعاون التام والشفاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكد المجلس مجددا على مواقفه الثابتة بشأن أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وجعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية.
وشدد المجلس الوزاري على حق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، في إطار الاتفاقية الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها، وتطبيق هذه المعايير على جميع دول المنطقة، مؤكدا ضرورة انضمام إسرائيل إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وإخضاع جميع منشآتها النووية للتفتيش الدولي، من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الاستيطان الإسرائيلي
واستعرض المجلس الوزاري القضية الفلسطينية، والوضع الراهن، مؤكدا أن السلام الشامل والعادل والدائم لا يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة إلى حدود الرابع من يونيو 1967، في فلسطين والجولان العربي السوري المحتل، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهي ذات المبادئ التي تضمنتها مبادرة السلام العربية.
وأدان المجلس استمرار إسرائيل في سياساتها الاستيطانية وإنشاء بؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية، وعد ذلك استمرارا للنهج الإسرائيلي الهادف إلى تغيير المعالم الجغرافية للأراضي الفلسطينية، وتوسعة الاستيطان والتهويد في القدس الشرقية والضفة الغربية.
وأكد المجلس دعمه لتوجه السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة لطلب الحصول على وضع دولة غير كاملة العضوية.
سيادة العراق
وأكد المجلس الوزاري التزامه التام بسيادة العراق، واستقلاله، ووحدة أراضيه، داعيا الحكومة العراقية القيام بمسؤولياتها لتعزيز وحدة العراق واستقراره وازدهاره، وتفعيل دوره في بناء جسور الثقة مع الدول المجاورة على أسس مبادئ حسن الجوار.
وشدد المجلس مجددا على ضرورة استكمال العراق تنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، ومنها الانتهاء من مسألة صيانة العلامات الحدودية مع الكويت، والانتهاء من مسألة تعويضات المزارعين العراقيين والتعرف على من تبقى من الأسرى والمفقودين من مواطني دولة الكويت وغيرهم من مواطني الدول الأخرى، وإعادة الممتلكات والأرشيف الوطني لدولة الكويت.
آلة القتل السورية
كما تابع المجلس الوزاري تطورات الأزمة السورية، وأدان استمرار عمليات القتل والمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري، نتيجة لإمعان النظام في استخدام جميع الأسلحة الثقيلة بما فيها الطائرات والدبابات والمدافع، ودعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته واتخاذ إجراءات فاعلة لحماية المدنيين السوريين.
ورحب المجلس الوزاري بالقرارات الصادرة بشأن سوريا من المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية الذي عقد في الدوحة بتاريخ 23 يوليو 2012، ومن الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 3 أغسطس 2012، ومن قمة منظمة التعاون الإسلامي الاستثنائية، التي عقدت في مكة المكرمة بتاريخ 14-15 أغسطس 2012، مؤكدا ضرورة العمل على تقديم كل أنواع الدعم المطلوبة للشعب السوري وتكثيف الجهود العربية والدولية لحقن دمائه وإيصال الاحتياجات الإنسانية العاجلة له.
أمن لبنان
وتابع المجلس الوزاري التطورات الأخيرة في لبنان، وأكد حرصه على أهمية الحفاظ على أمن لبنان واستقراره وسيادته ووحدته، داعيا جميع الأطراف اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا، وتفويت الفرصة على محاولات العبث بأمن لبنان واستقراره وجره إلى أتون الأزمة السورية وتداعياتها.
تفجيرات اليمن
وأدان المجلس الوزاري التفجيرات الإرهابية الآثمة التي يتعرض لها اليمن الشقيق، وأشاد بجهود الأجهزة الأمنية اليمنية التي كشفت عن شبكة تجسس خارجية تستهدف زعزعة أمن اليمن واستقراره.
ورحب المجلس بالقرارات والخطوات التي اتخذها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لإعادة هيكلة القوات المسلحة وإطلاق الحوار الوطني بين جميع القوى اليمنية تنفيذا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، معربا عن أمله في تكاتف الجميع في السعي لإنجاح المرحلة الانتقالية.
تطهير عرقي في ميانمار
وأعرب المجلس الوزاري عن إدانته واستنكاره لما يتعرض له المواطنون المسلمون من الروهينغيا في ميانمار من حملة تطهير عرقي وأعمال وحشية وانتهاك لحقوق الإنسان لإجبارهم على ترك وطنهم، ودعا المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني الإقليمية والدولية إلى تحمل مسؤوليتها بهذا الشأن والحيلولة دون سقوط المزيد من الضحايا، وتقديم المساعدات الإنسانية.
الفيصل يستقبل وزراء خارجية "التعاون"
استقبل زير الخارجية الأمير سعود الفيصل في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة مساء أمس وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد أن أنهوا أعمال الدورة الـ124 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
حضر الاستقبال نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله.
وقد هنأ وزراء خارجية مجلس التعاون الأمير سعود الفيصل على نجاح العملية الجراحية التي أجريت لسموه، معربين عن سعادتهم بتماثله للشفاء وقرب مغادرته المستشفى.