منذ يومين شاهدت فيلم "عسل أسود" بطولة الفنان أحمد حلمي. برز اسم أحمد حلمي الكوميديان في السنوات الماضية، مما جعله يتولى البطولة المطلقة في الأفلام الكوميدية، هذه البطولة المطلقة أصبحت تفقد الممثل الكثير من أدائه، بسبب الوعي الفني للمشاهد، مما جعل كثيرا من المنتجين يواجهون صعوبة في تقديم أعمالهم. وفي فيلم"عسل أسود" كان أداء أحمد حلمي في بطولته أقل من أدائه ككوميديان، ومعروف أن حلمي لديه القدرة في أداء أدوار كوميديا الموقف، مع العلم أن هذا النوع من التمثيل يعد من أصعب الأدوار التي يقدمها الممثل.

حين مشاهدتي لدور أحمد حلمي في "عسل أسود"، لاحظت أنه يحاول أداء الشخصية بصعوبة، مما أفقدها قيمتها، وفي ثنايا الفيلم شاهدت دورا بسيطا لموظف الاستقبال في الفندق، الذي كان يسكنه حينما كان يحمل جوازا مصريا فقط، وبعد استلامه لجواز سفره الذي أرسل له من أميركا، أصبح حلمي يلعب دور شخصية متغطرسة، كما هي عادة الفرد الذي يريد الحياة ولا يرضى بالمهانة، وكان يرمز إلى ذلك من خلال سلوكه وتصرفاته من مصري إلى مصري يحمل الجنسية الأميركية، وعند رفض الجميع تصرفاته، تسبب ذلك في ضياعه وأصبح بلا هوية، وبات يرفضه الجميع. فعاد إلى الفندق الذي كان يسكنه، ولكنه تفاجأ بموظف الاستقبال الذي يعرفه تمام المعرفة، فرفض تسـكينه في الفندق بحجة أنه لا يحمل هوية.

دور هذا الموظف قام به ممثل غير مشهور مقارنة بأحمد حلمي، إلا أن هذا الممثل استطاع إجادة الدور الذي كان يلعبه في الفيلم، وأصبح واضحا أنه يملك قدرات تمثيلية عالية، فقد استطاع تجسيد هذه الشخصية بعفوية، وهو ما شدني في هذا الدور. إلا أن هذا الدور البسيط في "عسل أسود" أثبت لي أن البطـولة المطلقة في الأفلام، لا يمكن أن تكون ناجحة في زمن أصبح المجتمع هو البطل في كل المواقف.