اتفقت السلطة الفلسطينية وحركة حماس على رفض عرض الرئيس الإيراني أحمدي نجاد باستضافة حوار بينهما في طهران، وأصرتا على أن يبقى هذا الحوار برعاية عربية. وقال وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي لـ"الوطن" "العرض الإيراني جاء خلال لقاء عقده نجاد مع الرئيس محمود عباس على هامش أعمال قمة حركة عدم الانحياز في طهران، حيث تطرق الحديث للمصالحة الفلسطينية، وأكد الرئيس أنه تم بذل كل جهد من أجل التوصل إلى اتفاق ولكن حماس عرقلته بمنع لجنة الانتخابات المركزية من العمل على تحديث السجل الانتخابي في غزة، وأوضح أن مصر تتابع هذا الموضوع، وأي جهد إضافي في هذا الصعيد يجب أن يكون من خلالها". وبدوره قال القيادي في حركة حماس صلاح البردويل إن مصر والدوحة قطعتا شوطاً طويلاً في ملف المصالحة الفلسطينية ولا يعقل أن يتم نقله إلى إيران أو أي دولة أخرى. وأشار المالكي إلى أن لقاء عباس ونجاد "كان صريحاً للغاية، وتحدث خلاله عباس بكل وضوح عن تحفظاته على بعض المواقف الإيرانية، خاصة الدعوة التي قال رئيس الوزراء المقال في غزة إسماعيل هنية إنه تلقاها من طهران لحضور قمة عدم الانحياز، ورد نجاد بأنه لم يقم يتوجيه أي دعوة لا لهنية ولا لحماس، وأن كل ما قيل بهذا الشأن غير صحيح، وأن الدعوة الوحيدة التي وجهت كانت للرئيس عباس". وأضاف "تم الحديث أيضاً عن كيفية دعم القضية الفلسطينية وطالب عباس إيران بدعم الجهود التي تبذل على المستوى السياسي، سواء في الجمعية العامة للأمم المتحدة أو أي محافل دولية أخرى".

من جهة أخرى أعلن رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس أن جهوداً جدية وحثيثة تبذلها القيادة للإفراج عن الأسرى القدامى، خاصة أن المفاوضات باتت مرهونة بالإفراج عنهم. وقال "سيكون شهر سبتمبر لنصرة الأسرى القدامى ولا بد من تضافر الجهود كافة من أجل ذلك، وعلينا تنظيم مزيد من الفعاليات التضامنية معهم". وأضاف "نرفض أي تجزئة لقضية الأسرى وأي اتفاق بخصوصهم سيكون شاملاً للأسرى كافة وعلى رأسهم أسرى 48، وأدعو أبناء شعبنا بأطيافه كافة للتحرك من أجل دعم صمود أسرانا المضربين عن الطعام".

في سياق منفصل أعلنت لجنة الانتخابات المركزية أمس عن فتح باب الترشح لانتخابات الهيئات المحلية التي ستجرى في الضفة الغربية في 20 أكتوبر المقبل. وقال أمين سر اللجنة رامي الحمد الله في مؤتمر صحفي عقده أمس برام الله "تستمر عملية تقديم طلبات الترشيح للهيئات المحلية لغاية العاشر من سبتمبر". كما سعى المدير التنفيذي للجنة الانتخابات المركزية هشام كحيل إلى طمأنة الناخبين مؤكداً عدم وجود أي سبب قد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات كما حدث في مرات سابقة. وقال في تصريح صحفي رداً على عدم وجود اهتمام من الشارع الفلسطيني بهذه الانتخابات "الاهتمام سوف يزداد في الفترة الأخيرة من مدة الترشح البالغة 10 أيام". وستتمكن السلطة الفلسطينية من إجراء انتخابات الهيئات المحلية في 28 هيئة تابعة لمحافظة القدس دون التمكن من إجرائها في المدينة المحتلة نفسها بسبب الإجراءات الإسرائيلية.

وكانت حركة حماس قد أعلنت أنها لن تشارك في هذه الانتخابات، سواء بالترشيح أو الاقتراع، "لأنها تجرى قبل تحقيق المصالحة وإعادة الوحدة بين قطاع غزة والضفة الغربية. وذكر مركز الإعلام الفلسطيني التابع للحركة على موقعه على الإنترنت أن المجلس التشريعي للحركة سيعقد جلسة خاصة اليوم سيمنح من خلالها الثقة للتشكيلة الحكومية الجديدة في قطاع غزة برئاسة إسماعيل هنية. وأضاف الموقع " كتلة التغير والإصلاح البرلمانية وافقت الأسبوع الماضي على التعديل الذي اقترحه رئيس الوزراء إسماعيل هنية على حكومته، وسيطرأ تغيير جذري على التشكيلة الجديدة."