منذ عام 1984، حيث صار لنا منتخب كروي ينتصر غير راض إلا بالبطولات، باتت أغنيات المنتخب جزءا مهما من أسباب تعلقنا به، وصرنا قبيل انطلاق أي بطولة، نترقّب الأغنيات الجديدة للمنتخب، بل صارت لكل أغنية نكهتها الخاصة، وذكراها الخاصة، فبعضها ارتبطت في الأذهان بمباراة خاصة، حتى إن السامع يربط بين كلمات الأغنية، والأهداف التي تصاحب عرضها، لأن جل هذه الأغنيات تعرض مصحوبة بأجمل الأهداف لجيل كروي سابق لعقود الملايين، وسباق إلى قلوب الملايين.

أغنية "الله الله يا منتخبنا"، لطلال سلامة، مرتبطة في الذهن بتأهل منتخبنا إلى "أولمبياد" لوس أنجلوس، ومرتبطة بمباراتنا مع الكويت على وجه التحديد، إلى الحد الذي يجعلني أتخيل ماجد عبدالله وهو يتجاوز الحارس ليسجل الهدف الثالث على أثر تمريرة سحرية من صالح خليفة؛ أتخيل هذه اللقطة التاريخية كلما ردد طلال سلامة: "خطّط الهجمة.. مرسومة رسمة.. تصنع هدفْ"، ولا أستطيع سماع أو ترديد هذا المقطع دون تخيل هذا الهدف، كما لا أستطيع سماع صوت محمد عبده وهو يغني: "والمدرب ياسلاااام نشمي من أهل البلد"، إلا مقرونا بصورة خليل الزياني محمولا على الأكتاف.

نعم، كانت أغنيات المنتخب بعضا من المتعة الكروية الممزوجة بالنشوة المضاعفة، لأن "الأخضر لا لعب.. بركان يتفجر غضب"، وتلك الراء الطلالية التي تنتشي معها القلوب، وترتفع الرؤوس.

أغنيات المنتخب كانت تسبق البطولات وتليها وتتخللها، وكانت سببا من أسباب التفاؤل، إذ كان بث إحداها بين شوطي المباراة، وقبل أن نتأكد من الفوز، دليلا على أن الفوز آت، لأن الأغنية من إرهاصاته، ومن المبشرات به.

أما في سنوات الجفاف، والانكسارات، و"الخمسات"، فلم نعد ننتظر للمنتخب فوزا، كما لم نعد ننتظر له أغنية..

الآن، وبعد بناء فريق جديد مقبل على دورة الخليج، لم ننتظر أغنيات جديدة، ولم نتساءل: هل من أغنيات "منتخباوية" جديدة!

وبرغم ذلك، فإننا متفائلون ببطولة جديدة تعيدنا إلى منتخبنا، وتعيده إلينا، وتجعلنا نسترجع أغنيات الانتصارات وزمنها بكل تفاصيلهما الشعورية الخارقة.