وأخيراً، وصلت جامعة الملك سعود، وأوفت بوعدها الذي قطعته قبل أربع سنوات، بأنها ستقتحم نادي المئتين في تصنيف "كيو.إس" للجامعات بالتحديد، وهو التصنيف المعتمد على معياري: "المحتوى والجودة".
وبالطبع، مر شهران على صدور تصنيف العام الجديد، ولم نسمع ردة فعل كالعادة، ولم ينبس بشر بابن شفة، ولم يكتب أحد ربع مقال في تقريع وتهميش استحقاق هذه الجامعة التي تصدرت كل جامعات العرب، والشرق الأوسط، مسبوقة ـ للأسف الشديد ـ بالجامعة العبرية في القدس الشريف. أما سبب الصمت، فالجواب يكمن في البرهان أن جل معاركنا مع نجاح الأفراد، أو المؤسسات، مجرد "شخصنة"، للحروب التي نضعها في طريق المبدعين والناجحين، لا حوارات نقاش وبناء حول الأفكار، ومنها ما كان في المعارك العنترية في مثلث: "العثمان والتصنيفات وجامعاتنا المحلية". وخذ بالمثال أنه المجتمع الذي أقام ذات حرب التصنيفات على المتناقضين: الأول؛ عندما هب ابتداء من مجلس الشورى حتى مجالس القرى الشعبية، عندما اكتشف أن جامعاته خارج التصنيف "الإسباني"، لقائمة الألف جامعة، والثاني؛ هو ذات المجتمع الذي هب إلى التشكيك في مؤسسات عالمية مرموقة لمجرد أننا على النقيض دخلنا إلى قلب التصنيف. كانوا يكتبون ويدبجون مقالاتهم في وجه عبدالله العثمان بدلا من أن يناقشوا المعايير. كانوا يبحثون عن الألغام في طريقه بدلا من أن يسألوا أنفسهم عن الفوارق ما بين تصنيفات "شنقهاي، أو كيو.إس، أو التصنيف الإسباني". وكلهم الآن صامتون بامتياز رغم أن درة معايير التصنيف الأكاديمي اعترفت بجامعة الملك سعود في نادي المئتين قبل أسبوعين. هم الآن صامتون بامتياز لأن المعارك لدينا حوار "شخصي"، لا علاقة له بالموضوعية.
هم ـ مثلا ـ لا يدركون أن عبدالله العثمان قد غادر إدارة الجامعة قبل أشهر، وهو الذي وضعها مع فريق العمل على بعد سبع مراتب قبل تصنيف جامعته الأميركية التي تخرج فيها بدرجة الدكتوراه، وهذه مفارقة أتحدى أن يكون قد حازها أستاذ جامعي سعودي ليضع مكان عمله قبل مكان تخرجه، قسما أو كلية أو إدارة جامعة.
نعم، كان عبدالله العثمان آلة إعلامية هائلة وغير مسبوقة في المياه الراكدة للجامعات السعودية، ولكن: من خاض معه كل المعارك "المشخصنة"، اختفى عن المسرح، فغاب كل الجدل رغم أن التصنيف الأخير هو من أنصفه، والبرهان حين نلتقي العام القادم في تصنيف جديد.