علي غاصب الزهيري


بحكم اطلاعي المستمر على المشاهد التنموية في بلادي ألاحظ وبشدة ـ مع الأسف ـ عدم مشاركة بعض المواطنين في محيط وبيئة التنمية الوطنية، بل إن الأغلب يقف موقف المتفرج والناقد.

لا بد لنا لكي نرتقي أن نبادر ونخوض غمار المشاركة مع المؤسسات الحكومية والخاصة بما يرفع من أدائها، وألا ننظر إلى ما ستؤول إليه وتخرج به من نتائج.

إن ثقافة التعاون ثقافة إيجابية لها آثار متعددة ومفيدة للكيان والإنسان، ولن يرى النور الوهاج إلا بالتعاضد والتماسك والتشارك الفعال.

أريد أن أطرح سؤالا على كل مواطن: ما فائدة مخرجات المؤسسة إذا لم يكن هناك مواطن واع له أفق واسع يشارك ويسهم فيما ستعطيه المؤسسة؟ إذا لم تكن هناك روح من التبادل النافع البناء فلن يتطور المكان، وقبل ذلك الإنسان.

أريد أن ألقي مثالا لمؤسسة معينة مثل شركة الكهرباء، فلو فرضنا أن هناك وعيا وترشيدا من قبل المواطن فيما ستقدمه هذه الشركة عبر السبل كافة لإيصال الإنارة إلى الهجر والقرى البعيدة، فهل سيحصل هناك تعطل أو توقف للكهرباء في بعض المناطق؟ بالطبع لن يحدث خلل ولن تحدث إشكالية وسيكون الأمر على ما يرام.. ومثال آخر لو أن كل مواطن حافظ على بيئته من رمي المخلفات في الطرق العامة والمتنزهات القريبة من الطرق الحديثة فهل ستكون هناك معاناة للبلديات المعنية؟ بالطبع لا وسيكون هناك توازن بيئي وتطور حضاري واضح ومزدهر. لكي نعيش في دائرة النجاح والتقدم علينا قبل سرد سلسلة الانتقادات ورمي الأخطاء والأعباء على المؤسسات أن نعي واجباتنا قبل حقوقنا، وأن نقلل من التنظير غير البناء في ما يهم العامة، وأن نبادر بأنفسنا وعقولنا وثقافتنا في المشاركة الفعالة في التنمية.