برر محمد الخمسان طالب جامعي استماعه لفرقة راب حائل "بأن الراب صوت الشباب"، وأشار محمد أن جل ما يطرحه شباب الفرقة على موقع اليوتيوب لمعالجة قضايا اجتماعية، وشبابية في المقام الأول. وذكر الخمسان أن أعضاء الفرقة يقدمون أغاني الراب وهم يرتدون الثوب والشماغ عكس المتعارف عليه بالفرق الأخرى بنطلون جينز وقميص. وأضاف محمد أن الفرقة تستخدم بأغانيها مفردات تعرف بها المنطقة، ونوه الخمسان أن أعضاء الفرقة غير معروفين ويقومون بالتصوير في مواقع معروفة بمدينة حائل. وشدد محمد الخمسان على أن هناك أولياء أمور يتفاجؤون من سماع أبنائهم لموسيقى الراب ويبدؤون بتحذير أبنائهم من ذلك، وحال إخبارهم أن الفرقة من حائل وتعرض هموم الشباب، يعدلون عن حكمهم السابق.

وقد انتشرت مؤخرا بالمنطقة فرقة للراب بحائل على غرار فرق مماثلة ظهرت بالمملكة، ويتداول شباب المنطقة عبر وسائل التواصل الحديث "البلاك بيري" و"الواتس آب" مقاطع للفرقة التي عرفت بنفسها باسم "راب حائل"، ويقوم أعضاؤها بتسجيل المقاطع والتصوير بحائل، دون الإشارة لأعضاء الفرقة أو إظهار صورهم بشكل علني، نظرا لمعوقات اجتماعية.

"الوطن" وبعد بحث امتد لشهر توصلت لفرقة "راب حائل"، واستطعنا مقابلة المجموعة ورئيسها الذي يطلق عليه اسم " JaCK HaiL"، وقد رفض الكشف عن هويته واسمه الحقيقي، وقال: نلجأ لهذا الفن لإيصال صوت الشباب وهمومهم، وأشار إلى أن المجموعة انطلقت في البداية مع إعجابنا بموسيقى الراب، وتعرفنا كأعضاء إلى بعضنا عن طريق الإنترنت.

وأضاف " JaCK HaiL" أن مجموعته حققت شهرة واسعة بين أقرانه من الشباب ومستمعي الراب بحائل والمملكة، وبين أنهم يلتقون في المساء بموقع بعيد عن السكان بشكل شبه يومي حتى لا نسبب إزعاجا لأحد، ونخوض أنا وأصحابي تحديا خاصا يكون بدايته بواحد مقابل واحد ويبدؤون يهجون بعضهم بأبيات شعرية يرددونها على موسيقى الراب.

وأبان " JaCK HaiL" أن المجموعة في حالة رصدها قضية تخص الشباب يبدؤون بتأليف أبيات شعرية تتناسب مع القضية ومن ثم يرددونها على وقع أنغام الراب حتى يتقنوها ومن ثم يبدؤون بالتسجيل.

وعزا "JaCK HaiL" سبب عدم إشهار المجموعة لأسماء أفرادها لعدم تقبل المجتمع لموسيقى الراب وعدم إلمامهم بها، وتخوفهم من ردة الفعل، وأجمع أعضاء الفرقة على ذلك وقالوا إن مقاطع الفيديو التي يتم تداولها توضح تعمدنا لتغطية الوجه بالتلثم بالشماغ.

ومن جهته أوضح في اتصال هاتفي مع "الوطن" مغني الراب محمد الغامدي المعروف بـ"كلاش" أن هؤلاء الشباب لم يتلقوا الدعم الكافي لدى دخولهم هذا الفن، واتهم "كلاش" بعض المواقع على شبكة الإنترنت بترويج أفكار بذيئة وتشويه سمعة الراب السعودي. وناشد "كلاش" رجال الأعمال والمسؤولين تقديم الدعم لهؤلاء الشباب ليجني المجتمع ثمار هذا الفن على حد قوله.

وذكر محمد الغامدي أن "الراب" ساهم بإيصال صوت الشباب في العديد من القضايا مثل قضية سيول جدة وقضية منع الشباب من دخول الأسواق.

من جهته اكتفى مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بحائل خضير الشريهي بالقول إن الجمعية لا تتبنى مثل هذه المواهب ولا علاقة لنشاط الجمعية بفن الراب.

وإلى ذلك يقول الدكتور ماجد الزهراني أستاذ علم الاجتماع إن العديد من الشباب في مرحلة عمرية معينة يعجزون عن التعبير أو إيصال ما يودون إيصاله للمجتمع فيتخذون بعض الطرق المبتكرة والخاصة بهم، والتي قد يعتبرها المجتمع نهجا خاطئا، بينما في نظرهم هي وسيلة لإيصال ما يريدون، وشدد المختص الزهراني على ضرورة دعم هؤلاء الشباب ممن اتخذوا الراب وسيلة لإيصال صوتهم ليقوموا بدورهم في بالمجتمع.