أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده تتباحث مع الأمم المتحدة بشأن إمكانيات إيواء اللاجئين السوريين الذين يتدفقون على الحدود هربا من المعارك داخل سورية نفسها، معربا عن الأمل في أن يتخذ مجلس الأمن قرارات في هذا الشأن اليوم. وقال للصحفيين قبل توجهه إلى نيويورك لحضور اجتماع مجلس الأمن "ننتظر من الأمم المتحدة أن تتحرك لحماية اللاجئين في سورية بإيوائهم إذا أمكن في مخيمات هناك" داخل سورية. وأضاف "ينبغي وضع ترتيبات ووسائل ملائمة لهذا الاستقبال حتى لا تعود مشكلة مصدرة إلى خارج حدود سورية" إلى الدول المجاورة مثل تركيا ولبنان والأردن.
وكان وزير الخارجية التركي عرض في الأيام الأخيرة إنشاء "مناطق عازلة" لإيواء اللاجئين السوريين تحت حماية المفوضية العليا للاجئين في أقصى شمال سورية بالقرب من الحدود التركية. وتستقبل تركيا بالفعل أكثر من 80 ألف سوري في تسع مخيمات طارئة على حدودها وتدعو بإلحاح المجتمع الدولي إلى مساعدتها في مواجهة هذا النزوح الذي يفوق قدرتها. وبانتظار إقامة مخيمات جديدة أبطأت سلطات أنقرة وتيرة دخول اللاجئين السوريين. ورغم تأكيد أوغلو من جديد على أن بلاده لن تغلق الباب، إلا أنه حذر من أنها لن تستطيع استقبال أكثر من 100 ألف لاجئ قادم من الجنوب.
وفي سياق متصل اعترف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأن تدخل الغرب لفرض منطقة عازلة داخل الأراضي السورية "أمر شديد التعقيد" ويتطلب فرض منطقة حظر جوي. وتعمل فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن على مقترح تركيا لإقامة منطقة آمنة للمدنيين الفارين من القتال داخل سورية. وقال فابيوس إنه في حال تجمع النازحون في مناطق يسيطر عليها المعارضون فسيكون "من الضروري حمايتهم، وهذا ما يطلق عليه منطقة عازلة وإقامتها أمر شديد التعقيد، ولا يمكننا تثبيتها دون اتفاق تركيا ودول أخرى". واعترف بأن إقامة منطقة عازلة دون منطقة حظر جوي سيكون "أمرا مستحيلا". وأوضح أنه "لضمان حماية النازحين، الأمر يتطلب وسائل مضادة للطائرات ووسائل جوية، وهو بدوره يتطلب التأسيس لساحة مكافئة في سورية مما يعني الحاجة لوجود قوات لا يمكن أن تكون فرنسية فقط". وأضاف "هذا يتطلب بوضوح منظمة دولية".