لو قيل لك: هناك مرض معدٍ وقاتل في السعودية، وهناك ما يقارب 19 حالة وفاة يوميا بسبب هذا المرض في مختلف مناطق المملكة.. ماذا ستفعل؟! وكيف ستكون ردة فعل المجتمع بمؤسساته المختلفة؟
حسناً.. هذا الأمر حاصل فعلاً.. الاختلاف فقط في المسميات.. احذف مفردة "مرض" وضع مكانها "حوادث".. كل يوم تفجعنا هذه الحوادث.. والمؤلم أكثر أنها تختطف شبابا في سن الزهور.. أتألم عند سماعي وفاة شاب أعرفه.. الحوادث أصبحت تضربنا في أعز ثرواتنا.. هناك فعلا 19 حالة وفاة يوميا في السعودية.. اليوم تدفن ابن جارك أو قريبك.. غداً ربما يدفنونك أنت، أو يدفنون ابنك.. أمامنا مشكلة تنمو بصمت ونتفرج عليها بصمت.
بشّار الأسد يقتل من الشعب السوري قرابة المائة يومياً.. الحوادث تقتل خمس العدد في بلادنا يومياً.. حرب خفية!
غاية ما نفعله هو إبراء ساحة طرف ضد طرف.. نتقاذف الاتهامات وكأنها كرة تنس.. هل الحوادث التي تقع خارج أطراف المدن مسؤولية المرور؟ أم أنها تحت عهدة أمن الطرق.. أم أنها مسؤولية وزارة النقل على اعتبار مسؤوليتها عن الطرق، التي تقول إحدى الدراسات المنشورة إنها واحدة من أخطر الطرق في العالم؟!
وأيا كانت حدود المسؤولية، فإنها شاملة للجميع.. والله إني أكتب اليوم بحثاً عن حل.. لا أملك الحلول لأعرضها أمامكم.. ربما لو كان الأمر بيدي لأصدرت تنظيماً يمنع استيراد أي سيارة تتجاوز سرعتها 140 كيلو بالساعة ولتتدبر شركات السيارات الأمر.. أو ربما طرحت حلاً آخر كمنع السفر ليلاً .. أو منعت السفر على بعض الطرق التي أهملتها وزارة النقل وتركت عابريها للمجهول.. كما قلت ليس لدي حلول..
نحن بحاجة لتحرك شعبي.. أملي ورجائي في إقامة مؤتمر برعاية كبيرة - بعيداً عن مكاتب الدعاية والإعلان التي تسعى للكسب المادي فقط - نحن بحاجة لمؤتمر لمناقشة أسباب هذه الحوادث.. لابد من تحرك جاد للحد من هذه الحوادث.. وحتى يحدث ذلك.. يجب أن تهيئ نفسك في أي لحظة لسماع خبر مفجع.