منظر الرافعات وإضاءتها الليلية يشقان الأفق معلنين عن ولادة "مستقبل الشرق"، ذلك الجزء من شرق مدينة جدة الذي أصبح ينام ويصحو على أصوات آليات من النادر أن تجتمع بهذه الكثافة والاستمرار في العمل ليل نهار.
إنها أنوار مشروع محطة القطار شرق جدة، ومن أعلى جسر طريق الملك عبدالله بجدة تسترق أعين المارة نظرات يومية على سير العمل في المشروع عبر ثوان يقضيها السائقون في انتظار إشارة المرور أو إشارة المراقبة، تلك الأعين التي تتابع كل صغيرة وكبيرة وترى التفاصيل تكبر أمامها تأمل في أن تكون تلك المحطة، نقطة تحول في الخدمة المقدمة لجدة وساكنيها وزوارها.
المحطة مصممة على أفضل المعايير العالمية لمحطات القطارات السريعة، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من العمل فيها خلال نهاية العام المقبل، وبدت وتيرة العمل فيها ترتفع بشكل كبير بعد أن أتم العاملون فيها إنجاز أجزاء كبيرة من البنية التحتية للمشروع، والبدء في بناء هيكل المحطة، والمواقع التابعة لها.
ورغم محاولات "الوطن" للدخول للمشروع التي رفضها حرس الأمن والمسؤولين في الموقع، إلا أن مشرفين ميدانيين أكدوا أن العمل يسير وفق الجدول المحدد دون عوائق تذكر.
وتقع المحطة في حي النسيم الموازي لطريق الحرمين وتحتوي على مبنى رئيسي وصالات قدوم ومغادرة، ومسجد يتسع لأكثر من 600 مصل، ومركز للدفاع المدني ومهبط للطائرات المروحية، بالإضافة إلى 10 أرصفة لوقوف القطارات وانتظار الركاب، ومواقف للسيارات، وصالات لكبار الشخصيات، ومحلات تجارية ومطاعم ومقاه، وتم ربط المحطات بنظام النقل العام من خلال توفير أماكن مناسبة لمواقف الحافلات.
ويشمل الجزء الثاني من المرحلة الأولى للمشروع بناء 5 محطات للركاب تتوزع في جدة "محطتان" ومكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافة إلى محطة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.