تحولت احتفالية نادي مكة المكرمة الأدبي و"مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا" بعيد الفطر المبارك مساء أول من أمس إلى لوحة تراثية مكية، من قصائد ومجسات واسكتشات وقصائد شعبية، شارك فيها كثير من الفنانين والوجهاء.
وتضمن الحفل فقرات كثيرة منها مجس حجازي لفيصل لبان وقصيدة "أغنيات العيد" لعبدالله بيلا، وجاء منها: يا عيد جئت هنا تصوغ بمكة.. لحن السلام غلائلا وبرودا/ يا أيها العيد فاسكب في النهى عيدا.. وجدد في الرموس العيدا.
كما تمّ عرض فيلم عن مؤسسة جنوب آسيا بعنوان: "رواد التميز"، واسكتش "حلاوة العيد" لعبدالله اليامي، من ألحان فيصل حنيف وكلمات خضر اللحياني، إضافة إلى قصيدة "بيت العيلة" لروان دشيشة، و"شعبيات مكية" لمصلح الشيخ، وأنشودة للعيد من ألحان وأداء عمر حامد، إضافة إلى رقصات شعبية شارك فيها الحاضرون.
وكشف رئيس مجلس إدارة نادي مكة المكرمة الأدبي الدكتور حامد الربيعي لـ"الوطن" أن النادي سيشهد خلال الفترة الزمنية المتبقية من السنة المالية الحالية كثيرا من الفعاليات والبرامج الأدبية والثقافية, مشيرا إلى رغبة النادي تفعيل الشراكة الاجتماعية مع مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا ومختلف مؤسسات المجتمع المدني والتعليمي عامة في إقامة وتنفيذ الفعاليات المقبلة.
وأكد أيضا عزم النادي مشاركة أهالي مكة المكرمة مختلف مناسباتهم وأفراحهم والتواصل معهم, مثمنا دعم رجال مكة لدعم الفكر والأدب بمكة المكرمة, مضيفاً أن هناك فعاليات جديدة وجميلة تأتي خلال الأيام المقبلة, ونشاطا متعلق بتاريخ الحرم المكي الشريف، وتاريخ أبوابه ومسمياتها المختلفة, وهنالك برامج تستهدف المفكرين والأدباء والشعراء والأكاديميين بمكة المكرمة, إضافة إلى برنامج متنوع وشامل يليق بمكة المكرمة وأهلها سيأتي في الدورة الجديدة وتحديدا في صفر من العام المقبل, مؤكدا حرص النادي على المشاركة في فعاليات ندوة الحج الكبرى التي تنظمها وزارة الحج، وسوف يكون هنالك تنسيق بخصوص ذلك الجانب.
من جهة أخرى، وفي مناسبة مماثلة تقاسم أدباء ومثقفو المدينة المنورة في أدبي المدينة أول من أمس الحديث حول ذكرياتهم ومواقفهم عن العيد، وتحدثوا عن الموروثات الشعبية والفلكلورية التي عرفتها المدينة، وقدم عدد من الشعراء قصائد خاصة في هذه المناسبة، فيما استعرض الجسيس صالح عمر خلال الحفل عددا من المقامات الحجازية الشهيرة التي عرفتها المدينة منذ صدر الإسلام، مطالبا الدوائر الثقافية بالحفاظ على هذه اللون الذي عرفته الحجاز منذ صدر الإسلام الأول مع مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم بلال بن رباح رضي الله عنه.
وقال رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي الدكتور عبدالله عبدالرحيم عسيلان إن الحفل يهدف إلى مزيد من التواصل بين أعضاء مجلس إدارة النادي وجمعيته العمومية، مما ينعكس بدوره على سير أداء النادي، إلى جانب ما يمثله اللقاء كذلك من تبادل الآراء والأفكار والمقترحات مؤكدا أن النادي سوف يواصل الأسبوع المقبل نشاطه المنبري وفعاليات صالون أسرة الوادي المبارك وفق برنامج النادي الثقافي المعد لهذا الموسم.
من جهته، أكد المنشد صالح عمر وهو يتحدث عن ذكرياته مع العيد في الحفل الذي قدم له عضو أدبي المدينة نايف فلاح أن المجس يعد من الفنون الحجازية الغارقة بالأشجان والتي تشارك أهل الحجاز أفراحهم ومسراتهم، وقد لا يكتمل الفرح إلا بحضور "الجسيس" الذي عادة ما يطرب الحضور بأصواته العذبة التي تنشر الفرحة في كل مكان، والذي لا يعرف المجس يخيل إليه عندما يسمعه أنه يستمع إلى الموال العربي سواء الموال المصري أو العراقي أو غيره، غير أن المجس –حسب عمر- له خصوصيته من حيث المقام والأداء.
وأشار عمر إلى أن هذه التركة العظيمة على صعيد الموروث الشعبي والثقافي في الحجاز في طريقها للاندثار والضياع، مطالبا أن تبادر الأجهزة المعنية بالتراث والثقافة للحفاظ على هذا الموروث الشعبي الذي اختص به أهل الحجاز، مبينا أن هذه الثروة الفنية يعود تاريخها لأكثر من 1400 عاما، وأن مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابي بلال بن رباح كان يؤذن بهذا المقام المعروف بتأثيره في القلوب، وذكر أنه خلال زيارته لإحدى الدول الأوروبية وجد من يستخدم هذا الفن والذين لم يخفوا دهشتهم عندما سمعوا مقام الحجاز الذي لا يستطيع أحد أن يؤديه بإتقان من غير أهل الحجاز.