استبقت إيران انطلاق قمة حركة دول عدم الانحياز الـ16 رسميا غدا، وأعلنت أنها لن توقف أبدا نشاطات تخصيب اليورانيوم وليست ملزمة بتبريرها. وأكد السفير الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مؤتمر صحفي في طهران أمس على هامش الأعمال التحضيرية للقمة، أن البرنامج النووي الإيراني "سلمي" ويجري بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ورفض سلطانية مسبقا كل اتهام لإيران بعدم التعاون يتوقع أن يتضمنه تقرير الوكالة المقبل، على غرار التقارير السابقة. وقال إن "الوكالة ليست في موقع إصدار انتقادات ولا يحق لها سوى أن تقول إن هذه النشاطات جرت أو لم تجر" من قبل الدولة الخاضعة لمراقبتها. كما رفض الانتقادات التي توجه إلى إيران لعدم سماحها بتفتيش موقع بارشين العسكري قرب طهران، حيث تشتبه الوكالة باحتمال أن تكون جرت أبحاث مرتبطة بإنتاج قنبلة ذرية. وقال إن "قضية بارشين تم تركيبها من قبل أجهزة استخبارات أجنبية وتمت المبالغة بها لأسباب سياسية من قبل الذين يريدون منع إقامة علاقات جيدة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وتزامن ذلك مع تناقضات إيرانية حول تلك القضية، حيث رحبت أمس بزيارة أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون للمحطات النووية خلال وجوده في طهران للمشاركة في قمة حركة عدم الانحياز، وكذلك ضيوف القمة كافة.
إلا أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست، نفى عزم طهران السماح لدبلوماسيين مشاركين في القمة بزيارة مواقعها النووية، مناقضا بذلك تصريحات سلطانية ونائب وزير الخارجية الإيراني محمد مهدي أخوند زادة، الذي ألمح إلى أن إيران قد تسمح للمشاركين في القمة بالقيام بجولة في موقع بارشين العسكري.
من جهة أخرى، بحث وزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز في طهران أمس إدانة العقوبات "الأحادية" المفروضة على الدول الأعضاء. ومن المقرر أن يناقش ممثلو الدول الـ120 الأعضاء، ومن بينهم 70 وزير خارجية، على مدى يومين مشروع البيان الختامي الذي سيصدر عن القمة.
وبمبادرة من طهران التي تستعد لترؤس منظمة دول عدم الانحياز لثلاث سنوات، يدين مشروع البيان الختامي، المؤلف من مئتي صفحة، بشدة العقوبات والضغوط "الأحادية" التي تفرضها الدول الغربية وحلفاؤها على عدد من الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز.
ودون التطرق إلى حالات معينة يدين مشروع البيان الختامي كل أشكال "العقوبات الاقتصادية" و"الضغوط السياسية "والأعمال العسكرية" وخصوصا "الهجمات الوقائية" التي تهدد كل من إسرائيل والولايات المتحدة بشنها ضد الدولة الإسلامية.
كما يدين مشروع البيان إلصاق الغرب صفة "الشيطان" ببعض دول المنظمة، في إشارة إلى الولايات المتحدة خصوصا التي تتهم إيران وكوريا الشمالية بأنهما أساس "محور الشر".