تقول القصة الخبرية إن طالباً سعودياً من أبرز المتفوقين في كلية للهندسة بجامعة سعودية مرموقة تمكن من تصميم برنامج هندسي عبر الحاسوب الآلي يستطيع عبره أن يعطي (بالمحاكاة) قراءة هندسية لأوصاف (الناقة) بدءاً من طول (البراطم) وحجم المسافة بين الأرجل، واستقامة الأذن وبقية الأوصاف الأبرز والأجمل والأحلى التي تنضح بها قصائد (الهياط) حول الناقة. وفي التقرير حول هذا الكشف الهندسي العظيم، يقول الطالب المتفوق، إنه يستطيع ببرنامجه الحاسوبي، وخلال خمس دقائق، من التقاط صورة الناقة، إلى برمجة بالحاسوب، أن يقرر الناقة الأحلى والأغلى والأكحل والأجمل، ليكون البرنامج بديلاً عن لجان الاختيار في مسابقات المزايين المختلفة وفي قرارات الشراء المليونية. حسناً، فما هو المقابل لهذه الصورة؟

في ذات اللحظة، يحتفل ما يقرب من خمسين طالباً من جامعة (جوانزو) الصينية بتدشين فكرتهم لانطلاق (أعرض وأطول) قطار حديث بالعالم يستطيع في سبق تقني أن يوائم بين المتناقضين: استغلال (الديناميكية الهوائية) في الانسياب وزيادة العرض ليتسع لعشر مقاعد في الصف الواحد، ثم يكون هذا القطار ثالث أسرع قطار في التاريخ رغم الزيادة في العرض وفي الطول وأكثر من هذا أن يكون القطار الأول في حجم استهلاكه للطاقة بصورة منخفضة للغاية. وبالطبع هي الثقافة التي تنشأ عليها الأجيال والمجتمعات. في منتصف ليلة (عيد الميلاد) الماضية احتشد آلاف الصينيين ليشهدوا انطلاق هذا القطار الذي ابتدأ كفكرة من طلاب جامعة، مثلما هي بالمفارقة ذات الليلة التي قرأت فيها (برنامج) الحاسوب لطالب سعودي متفوق اختار لاكتشافه هندسة مواصفات الناقة. الطالب السعودي كان ضحية لعشرات القنوات الفضائية القادمة من تراث العصور الوسطى، مثلما كان الضحية للشريط الأعلى على قناة واحدة جمعت منها (18) مليون ريال لقيمة بضع نياق اشتراها غاسلو الأموال لتسع نياق بالبرهان على الشاشة. وبين الناقة والقطار وبين أم رقيبة وجوانزو أكتب حزيناً وأنا أشاهد جيلاً جديدا واعداً ينجرف لأمراضنا الاجتماعية الخطيرة!