العمل التوثيقي الثاني عن أسبوعيات مجلس منطقة مكة المكرمة لعام 1433 من الهجرة المباركة، الذي أعدته ونفذته إدارة الدراسات والعلاقات العامة بإمارة المنطقة ضم في صفحاته القشيبة عدة فصول منمقة لما دار وتم رصده خلال الجلسات الحوارية التي طرحت فيها آراء وأفكار ومقترحات جميع شرائح المجتمع المكي.. العمل رصدٌ دقيق للنقاشات التي تمت بين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل والأئمة والخطباء والمشايخ والدعاة، وبين الأمير ورجال الأعمال، وبين الأمير ومديري الإدارات الحكومية ورجال الأعمال، وبين الأمير والمثقفين والأدباء والإعلاميين، وبين الأمير ومديري الإدارات الحكومية والإعلاميين، وبين الأمير والشباب، وبين الأمير وشيوخ القبائل، وبين الأمير وشيوخ القبائل والشباب.. الأسبوعيات الأميرية جميلة وأجمل ما فيها هو تبني الآراء والأفكار والمقترحات التي يقدمها أغلب المشاركين، وتحويل الأمير للوجيه منها إلى برامج عمل فورية.. الكلام الذي يدار كما شهدت وحضرت ما يخصني من المجالس التشاورية، وكما ينقله غيري ممن يحضر المجالس التي تناسب اختصاصه غير محاط بالخطوط الحمراء أو المحاذير أو الحواجز أو الممنوعات، والمواضيع التي تناقش تحدد في الاجتماع الذي قبل، وما لم يستكمل يناقش لاحقاً، والاستماع والإنصات مكفول من الأمير، بل ويقوم شخصياً بتقييد النقاط في مذكرته الخاصة بسموه، وجهاز التسجيل يرصد الشاردة قبل الواردة، والصغيرة قبل الكبيرة.

(أسبوعيات المجلس) في نظري وفي نظر الكثيرين غيري فتحت باب التفاؤل في قلوب الناس، وخففت إن لم تكن قد ألغت الإحباط الذي كان ينتاب البعض أو الكل.. لا أنكر أنه وفي فترة من الفترات الماضية كان للإحباط دواعيه الداعية له، أما الآن فليس من الحكمة أن تستمر هذه الثقافة التي تؤخر ولا تقدم؛ خاصة أن أسباب التفاؤل كثيرة وأبرزها هذا الحراك الكبير للعملية التنموية في منطقة مكة المكرمة التي لم يتوقف حاكمها الإداري عن أن يردد دائماً: "أنا بصراحة أعول كثيراً على أصحاب الفكر والرأي في هذه المنطقة، ونحن وضعنا خطة استراتيجية ووضعنا لها دراسة لحملة ثقافية لكي نساعد المواطن أولاً أن يخرج من حالة الإحباط إلى حالة الأمل والتفاؤل، نحن نريد أن ننشر ثقافة الأمل والتفاؤل في الإنسان وخصوصاً الشباب، ونريد منكم جميعاً أن تتضافروا معنا ونشكل فريقاً واحداً لنشر هذه الثقافة ثقافة الأمل والتفاؤل، ثقافة المستقبل، وخصوصا في المدارس والجامعات والجمعيات وفي كل مجال يمكن أن نوصل فيه هذه الثقافة".. "الأسبوعيات" أفرزت أفكاراً ومقترحات رائعة تضمنها آخر الإصدار، وعندي من اليقين ما يؤكد أنها لن تظل حبيسة الأدراج ـ كما قد يقال ـ ، فلا الأمير يريد ذلك، ولا أبناء المنطقة عاد يقنعهم (ما دون النجوم)، وأصبح كبيرهم وصغيرهم يردد بيت أميره: "ما أحب أنا المركز التالي* الأول أموت وأحيا به" .. غبطتي وسروري بالإصدار الجديد أعاد إلى ذاكرتي بعض الأماني التي كتبتها سابقاً بخصوص الإصدار الأول، وتمنيت آنذاك أن يتم التوسع بعض الشيء في الأسماء التي تدعى إلى المجلس، وأن تقاسم المرأةُ الرجلَ في المشاركة في الجلسات "بضوابط الشرع الحنيف" كما قرر ويقرر ذلك ولي الأمر؛ خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه، وأن نتخلى كمشاركين عن هواية المدح والثناء، ونترك معسول الكلام؛ فما جمع الأمير الناس ـ وكما يردد دائماً ـ إلا ليقولوا، وما جمعهم إلا ليسمع منهم.