عملية انتخاب أول رئيس لاتحاد كرة القدم السعودية حدث تاريخي في مسيرة كرتنا، كانت الكلمة الوحيدة فيه لأصوات أعضاء الجمعية العمومية واختياراتهم لمن يرونه الأصلح والأجدر لقيادة دفة سفينة الإصلاح الرياضي، التي رجحت نتائجها كفة أحمد عيد بفارق ضئيل جدا عن خالد بن معمر.

أصوات المنتخبين اقتربت من الانقسام بين المرشحين، إلا أن أحمد عيد فاز في النهاية، ومن هنا يجب عليه أن تكون من أولى أولوياته أن يكون رئيسا لكل الأندية وعلى مسافة واحدة من الجميع سواء كانوا ممن قدموا له أصواتهم أو ممن قدموا أصواتهم لمنافسه، كذلك يتوجب على عيد أن يخلص اتحاد الكرة من تأثيرات ونفوذ بعض الأندية التي كان لبعضها سابقا حظوة وكلمة مسموعة، وذلك بوضع لوائح وأنظمة تقيم العدل والإنصاف بين جميع الأندية بعيدا عن المجاملات.

أما عن ميول أحمد عيد وأنه كان رئيسا سابقا للنادي الأهلي، فهو أمر لا يضيره ولا ينتقص من عمله، وإن كنت أعتقد أن بعض معارضيه قد يستخدمون ذلك كورقة للضغط عليه من أجل تحقيق مكاسب أو التاثير على قراراته، لكن لا أظن أبدا أن عيد سيتأثر بتلك الأصوات طالما سيستند على لوائح وأنظمة منظمة للمنافسات الكروية السعودية.

ولن أسير في ركب من أخذ على عاتقه مهمة ترشيح أسماء أعضاء اتحاد الكرة أو المطالبة بإبعاد أسماء أخرى، لأن في ذلك تدخلا لا مبرر له في مهام مجلس إدارة اتحاد الكرة الذي سيقرر في أولى اجتماعاته أسماء أعضاء الاتحاد لتنطلق بعدها مسيرة البناء والإصلاح.

الجانب الآخر يخص مدى قدرة أحمد عيد على العمل مستقلا بعيدا عن نفوذ الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتحقيق أهدافه المعلنة في برنامجه الانتخابي، ومدى توفر التمويل الكافي لتنفيذ خططه المستقبلية لأن المال هو عصب أي عمل وبدونه يكون العمل ناقصا بلا معنى.

كل الأماني أن يحالف النجاح والتوفيق أحمد عيد وأعضاء اتحاد الكرة وأن ينجحوا في رسم البسمة على شفاه 26 مليونا وتحقيق أحلامهم بكرة سعودية متألقه وعالمية.

عناوين أخيرة:

* ما يحدث حاليا في الأهلي هو سيناريو يتكرر دائماً بعد كل موسم ينافس فيه على البطولات خصوصا الدوري، وبعد أن يفشل في تحقيقه يتدهور مستوى الفريق في الموسم التالي وتتراجع نتائجه بشكل مخيف، وهذا ما يحدث له الآن.

* استمر تذبذب أداء لاعبي الهلال من مباراة لأخرى، فتارة نشهد قتالية وانتشارا جيدا، وفي المباراة التالية نراهم تائهين في أرض الملعب وبالكاد يتحركون في تباين عجيب بين المبارتين، وهو ما شاهدناه في آخر لقائين للفريق مع الفتح على سبيل المثال وهو ما يصيب جماهيره بالحيرة والخوف على مستقبل فريقها.

*تصريحات رئيس النادي الأهلي ضد مدرب الفريق ومن ثم منحه فرصة أخيرة لتحسين النتائج غلطة فادحة من شخص لديه الخبرة والكفاءة، قد يخسر بسببها الفريق مدربا قديرا ليس من السهل تعويضه.

* تخطئ بعض الأندية حين ترفع سقف توقعاتها وتبالغ في قدرات لاعبيها على تحقيق إنجاز مما يولد عليهم ضغوطا إضافية قد تفقدهم كل العمل الذي قاموا به، ولكم في النصر والفتح مثالان متناقضان على كيفية التعامل مع الأحداث.