وبشهادة قوانين الطبيعة فإنه من المستحيل إدخال "مكعب" في حيزٍ يشغله "مكعبُ" آخر! يحدث ذلك ربما في أفلام الكرتون، أو في خيالات الخروج عن التغطية! المهم أنه في الحالات الطبيعية يصبح متصادما مع العرف والمنطق والعقل ومع "المكعب" صاحب الأسبقية الأولى!
وحين تسري المقدمة السابقة على كل بلاد الله قاطبة فإننا نصبح "استثناء" كما كنا "استثناء" في حالات مشابهة، ولن نكتفي بأن نصبح "استثناء" فقط بل سنشن حروبا ضارية على الأكثرية المخالفة التي لا ترى الأمور بعيننا الناقدة الخبيرة العارفة ببواطن المصالح والمفاسد!
لا أجد اليوم تشبيها أجمل مما حدثني به الأثير "عبدالله الداني" حين يقول: هب أن مدربا لكرة القدم أصرّ على استقدام لاعب أجنبي لسد خانة "المحور" المشغولة أصلا بمجموعة وافرة من نجوم الفريق التي تبلي بلاء حسنا في ذات الخانة! وفي الوقت ذاته يصر على عدم استقدام آخر في مركز رأس الحربة برغم العقم التهديفي الذي جعل الفريق متذيلا لترتيب الدوري بفارق مريح عن باقي الفرق!
نمارس فلسفة "المدرب" العرجاء السابقة والتي ستنتهي به للإقالة، وستنتهي بفريقه لدرجة لا يمكن معها تذكر اسم ذلك الفريق! نمارسها بجرعات مكثفة، فحين تتواجد في "الحيز" أفكار لتوطين الصناعات وتوظيف الشباب ووضع حد أدنى للأجور وتطوير الكفاءات ووضع نظام صارم للحد من ارتفاع الأسعار، وتوفير شبكة نقل فعالة للقضاء على الزحام، وإيجاد خطة حقيقية للإسكان؛ نصرّ على شغل الحيز السابق بأفكار الحد من انقراض "نبتة الأراك" و"تسويق بدائل حليب الأم" و"إقامة دورات مياه في الأماكن العامة"!
نصرُّ على تكتيك "المدرب" المفلس حين تستقبل مطاراتنا "أرتالا" من القادمين من شتى بقاع الأرض لشغل ـ حيز ـ ووظائف ذات مميزات فاخرة يحمل شبابنا ذات المؤهلات لشغلها دون تلك الامتيازات الممنوحة!
نجاهد اليوم لإدخال المكعب "الدخيل" في حيز المكعب "الأصيل"، متغاضين عن أن الثاني هو من سيبقى، فيما الأول سيعود لصالة المغادرة مع أول فرصة شاغرة بمميزات أفضل!