التحفيز أهم دوافع "النجاح".. وذات التحفيز -كما يبدو- آخر اهتمامات وزارة "التعليم"!
المؤلم أن وزارة التربية والتعليم لديها "مستشارون" تربويون يدركون أهمية "التحفيز" وتأثيره في نفسيات "الطلاب والطالبات".. ولديها أضخم ميزانية، بمقدورها "توفير" كل الحوافز للموهوبين والناجحين.. ولكن إداراتها التعليمية لا تفعل سوى "التثبيط" لتهدم "النجاح" في نفوس الباحثين عنه من أبنائها الطلاب.
وزارة التربية تقيم منافسات "أولمبياد الإبداع" سنوياً، وتحتفل بالفائزين على مستوى المملكة، وتوجه إدارات التربية والتعليم بالمناطق لإقامة المنافسات وتكريم الفائزين تحفيزاً لهم واستثارةً لزملائهم، إلا أن بعض إدارات التربية والتعليم تفعل "العكس" بالتثبيط والتحطيم!
هاكم هذه الحكاية التي لا تعني إلا التحطيم، ولو شاركت بها في مسابقة لنالت جائزة "وأد الموهبة"..
القصة تقول:
حققت طالبتان فوزاً في "الأولمبياد" على مستوى المدارس الثانوية بالمدينة، فدعتهما إدارة التربية والتعليم بالحدود الشمالية إلى احتفالية تكريمية برعاية سعادة مساعدة مدير التربية والتعليم بالمنطقة في مكان يبعد 600 كيلومتر عن مسكنهما ذهاباً وإياباً، ولم توفر لهما وسيلة نقل ولم تتكفل بسكن لوالديهما اللذين أمضيا النهار في الشارع أمام مقر الاحتفال، فقط من أجل تكريم ابنتيهما الموهوبتين بشهادة إدارة التربية والتعليم التي احتفلت بهما.
خرجت الطالبتان فرحتين تحملان "هديةً" مغلفة، كما تغلف الأسئلة، تزاحمت التوقعات عن "الهدية" التي كانت "تحفيزاً" لهما على مواصلة الإبداع، وكان يمكن أن تكون عامل جذبٍ لزميلاتهن للمنافسة في الإبداع والبحث العلمي.. وقطعاً لكل التخمينات، فتحت كل طالبةٍ "جائزة إبداعها" قبل أن تتحرك سيارة والدها، فلم تجد إلا "سخانة خبز"، لتأتي الصدمة التي خيمت على رأس الطالبة الموهوبة طوال 300 كيلومتر قطعتها مع والدها عائدةً إلى المنزل، مصدومةً أن تكريم الإبداع والموهبة لا يكون إلا بـ"سخانة خبز" لا تساوي ربع قيمة وقود سيارة والدها الذي سافر بها لتُكرم من مساعدة مدير التعليم بالمنطقة.
وليست هذه القصة حكراً على تعليم الشمالية بل هي صورة لبقية إدارات التربية والتعليم! لماذا لا تكون الجائزة ذات قيمة، أو ذات فائدة للطالبة؟ بدل أن تكون ذات قيمة وفائدة لوالدتها في المطبخ؟
(بين قوسين)
لو كنت رياضياً لاعترضت على استخدام التربية لكلمة "الأولمبياد" في مسابقاتها العلمية لأنه مع مرور الوقت ستفقد هذه الكلمة قيمتها التنافسية.