وقعت انشقاقات حادة وسط المشاركين في مظاهرات الأمس التي نظمتها مجموعة من القوى والتيارات الرافضة لسيطرة الإخوان المسلمين على المشهد السياسي، حيث أعلنت الجبهة المصرية للدفاع عن القوات المسلحة عدم علاقتها بعضو مجلس الشعب الأسبق محمد أبو حامد الذي دعا لإسقاط الرئيس المنتخب محمد مرسى، وحذرته في بيان لها من محاولة استغلال التظاهرات لتحقيق مصالح شخصية، واتهمته بأنه حصل على دعم من مصادر مجهولة لتحمل نفقات انتقال المشاركين، على حد قولها. من جهته نفى حزب الدستور الذي يرأس مؤسسيه الدكتور محمد البرادعي ما تردد عن مشاركته في التظاهرات، مؤكداً أن موقفه من المشاركة في مظاهرات الأمس هو الرفض التام، وهو الموقف الذي سبق إعلانه ونشره على الصفحة الرسمية للحزب.
كما أجمعت القوى السياسية والثورية في محافظة شمال سيناء على عدم المشاركة، وقال أمين حزب "الكرامة" المعارض خالد عرفات "قررنا مقاطعة تلك التظاهرات غير البناءة، خاصة أن الذين دعوا إليها هم النائب السابق محمد أبو حامد والإعلامي توفيق عكاشة، وهما ليسا من الثوار، بل وقفا في وجه الثورة".
وكان القائم مقام بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الأنبا باخوميوس الذي رفض مشاركة الأقباط، قد تابع بنفسه الأحداث، ودعا المسيحيين للمقاطعة، ودعاهم للصلاة من أجل مصر حتى تمر هذه الظروف، بينما حذرت السفارة الأمريكية بالقاهرة في رسالة أمنية نشرتها على موقعها الإلكتروني، رعاياها في مصر من مغبة التواجد في أماكن التظاهرات.
وكان ميدان التحرير قد شهد تظاهرة محدودة شارك فيها مئات المناهضين لحكم الإخوان، وأصدروا بياناً طالبوا فيه بإسقاط "حكم المرشد" وعدم "أخونة مؤسسات الدولة" وتقنين وضع الجماعة كإحدى جمعيات المجتمع المدني. كما دعوا إلى إقالة حكومة هشام قنديل باعتبارها حكومة طائفية، وهي ذات التهمة التي وجهوها للجنة التأسيسية للدستور. وفرضت القوات المسلحة سياجاً أمنياً لمنع وصول المتظاهرين إلى وزارة الدفاع، وقامت بوضع الأسلاك الشائكة والمدرعات بطول الطريق، معتبرة أن إجراءاتها تلك تأتي لدواع أمنية ولحماية مبنى الوزارة. كما فرضت قوات الأمن إجراءات أمن جانبه قال أبو حامد "قيام الجيش بإغلاق الشوارع ومنع المتظاهرين من التعبير عن حقهم، هو إعادة للدولة البوليسية التي يحتمي بها الرئيس وجماعته التي تحاول تشويه هذه الثورة الشعبية.