حمزة بوقري - جدة
ذوو احتياجات خاصة أو معاقون؟ لا يهم. المهم، نرجو ألا يكون مجتمعنا عائقا أو معيقا لهم. من منا لا يعرف شخصا كفيفا أو أصما أو أبكما، أو يجلس على كرسي متحرك؟ كل ما أرجوه أن يكون لهذه الفئة في الدولة قوانين تحفظ حقوقهم، وذلك يكون بمنع التمييز ضدهم بأي شكل من أشكاله. وأشكال التمييز بشكل عام، متنوعة ومختلفة، وقد تأخذ صورا خطيرة لا إنسانية، وقد تكون البيئة غير مدركة للنتائج المترتبة على هذا التمييز أو هي لا تحد منه.
ومن أشهر الأمثلة على ذلك، المواقف المخصصة لذوي الاحتياجات. تجدها في الوزارات وفي المطارات، والجامعات، والمحلات الكبيرة. ولكن للأسف نجد أن البعض يركن سيارته فيها، غير مبال أن هذا الموقف لا يحق له الوقوف فيه. وهناك تمييز آخر قد لا يدركه البعض، مثل ما نجده في السوبرماركت أو محلات التسوق، التي لا تصعد لها إلا بدرج، هذا تمييز ضد من يستخدم الكرسي المتحرك، كيف يدخل المحل؟ أو كيف يصعد إلى الطابق الثاني إن انعدم المصعد أو السلم المتحرك؟
يجب أن تكون هناك قوانين تكفل حقوق هؤلاء الفئة. قوانين معروفة ويسهل العلم بها. وتكون هذه القوانين مفعلة في كل مرفق من مرافق الحكومة، وحتى في الشركات الخاصة.
لا أنسى ذلك المشهد، حين كنتُ في إحدى مدن اليابان، عندما رأيت امرأة عمياء تمسك عصاها، تحركها أمامها وتمشي بسرعة على ممر خاص يسهل لها المشي في الشارع، وقطع الشارع والوقوف عند الإشارة. كانت تمشي أسرع مني، وتصعد الدرج، وتمشي في المحطة، وتركب القطار، وتجلس في كرسي ذوي الاحتياجات الخاصة المتوفرة بكل سهولة ويسر.
عندما أرى مثل هذه الأمثلة الجميلة، أغار، نعم أغار وأتمنى أن أراها يوما في وطني الحبيب، في مملكة الإنسانية.