تتوجه حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس جون ستينيس" قريبا إلى الشرق الأوسط، قبل أربعة أشهر من موعدها، بهدف التعاطي مع الكثير من التهديدات في المنطقة، حسب ما أعلن وزير الدفاع ليون بانيتا، فيما أعد البنتاجون خططا طارئة لإرسال فرق صغيرة من قوات متخصصة إلى داخل سورية لتأمين الأسلحة الكيماوية وعدم سقوطها في أيدي القاعدة أو حزب الله، بينما تحدثت مصادر أميركية عن إنهاء موسكو لتواجدها في قاعدة طرطوس في حالة حدوث عملية عسكرية دولية ضد سورية.
وفيما بدأ مسؤولون أتراك وأميركيون أول اجتماع "لتخطيط العمليات" بهدف إنهاء النظام السوري، قال وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي إن إيطاليا ستستضيف محادثات دولية حول مستقبل سورية بعد انتهاء نظام الأسد.
عسكريا، جرت اشتباكات بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في أحياء عدة من دمشق وحلب، وأفيد عن استمرار الإعدامات الجماعية بحق المعارضين، فيما قصفت طائرات سورية لأول مرة من الأجواء العراقية، منطقة البوكمال حيث يسيطر الجيش الحر.
أعدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" خططا طارئة لإرسال فرق صغيرة من قوات متخصصة إلى داخل سورية إذا ما قرر البيت الأبيض وجود حاجة لتأمين مستودعات الأسلحة الكيماوية التي تسيطر عليها حاليا القوات الموالية للرئيس بشار الأسد، فيما توجهت حاملة طائرات إلى البحر المتوسط قبل موعدها، بينما تحدثت مصادر أميركية عن إنهاء موسكو لتواجدها في قاعدة طرطوس في حالة حدوث عملية عسكرية دولية ضد سورية.
وذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن مسؤولي التخطيط في "البنتاجون" يركزون أكثر على حماية أو تدمير أي أسلحة تترك بلا حراسة أو تكون عرضة للسقوط في أيدي مقاتلي المعارضة أو ميليشيات على صلة بتنظيم القاعدة أو حزب الله أو غيرها من الجماعات المسلحة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين بارزين أن تأمين المواقع قد يتضمن غارات سرية تقوم بها فرق عمليات خاصة مدربة على التعامل مع مثل هذه الأسلحة وغارات جوية موجهة بدقة بحيث تقوم بإعطاب الأسلحة الكيماوية دون نشر محتواها في الجو. وكشفت الصحيفة أن الأقمار الاصطناعية والطائرات الأميركية بدون طيار تقوم حاليا بالفعل بعمليات مراقبة جزئية لمواقع تخزين الأسلحة.
وفي سياق متصل حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأميركي باراك أوباما من أنهما سيضطران للنظر في مسار جديد للتحرك في حال هددت سورية باستخدام أسلحة كيماوية ضد مسلحي المعارضة. واتفق كاميرون وأوباما في اتصال هاتفي على أن "استخدام أو حتى التهديد باستخدام أسلحة كيماوية غير مقبول تماما وسيرغمهما على إعادة النظر في مقاربتهما المعتمدة حتى الآن" كما جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني.
إلى ذلك أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن الولايات المتحدة تستعد "لتهديدات" من إيران وللاضطرابات في سورية فيما تتوجه حاملة طائرات إلى المنطقة قبل موعدها المقرر. وستنطلق حاملة الطائرات "يو إس إس جون ستينيس" ومجموعتها الضاربة قريبا إلى الشرق الأوسط في انتشار يأتي قبل أربعة أشهر من الموعد المقرر نظرا لأن الولايات المتحدة ليس لديها سوى حاملة طائرات واحدة في المنطقة. وخلال زيارته حاملة الطائرات في قاعدتها في واشنطن، قال بانيتا إن الانتشار المسرع يهدف إلى التعاطي "مع الكثير من التهديدات في الشرق الأوسط في الوقت الحالي".
ومن جهته أكد الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية الأميركية في معهد بروكينجز مايكل أوهانلون التصريحات التي أدلى بها قائد البحرية الروسية الأدميرال فيكتور تشيركوف بأن موسكو ستنهي أي وجود لها في قاعدة طرطوس في حالة حدوث عملية عسكرية دولية ضد سورية. وقال أوهانلون "لقد نقلت إليّ هذه التصريحات وأعتقد أنها صحيحة. إلا أن البحرية الروسية لن تنسحب من طرطوس من تلقاء نفسها في حالة بدء عملية عسكرية. إن عليها أن تتلقى أمرا من الرئيس فلاديمير بوتين وما يحدث عادة أن روسيا والولايات المتحدة يتبادلان المعلومات مقدما بصرف النظر عن مواقفهما السياسية وذلك لتجنب أي احتكاكات مباشرة".