سجلت معدلات إنفاق الأسر السعودية خلال الفترة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا نتيجة تتابع 3 مواسم خلال مدة زمنية قصيرة، تمثلت في دخول الإجازة الصيفية وشهر رمضان وعيد الفطر والعودة إلى الدراسة، والتي تشكل أعباء مالية تقتص قرابة 80% من الميزانيات الأساسية للأسر، في ظل زيادة الأسعار وانخفاض مرتبات موظفي الدولة، أو إهمال التخطيط المالي الأسري، إلى جانب انتشار حيل التسويق التجاري وحملات الترويج.

وبعد انقضاء العيد، بدأت محلات القرطاسية والمكتبات تشهد حالة من الرواج في جميع المستلزمات الدراسية استعدادا لبدء الموسم الجديد اعتبارا من السبت الموافق 14 شوال، وذلك استعدادا لموسم المدارس الأكثر إرهاقًا لميزانية الأسرة.

واتفق عدد من المواطنين ممن التقتهم "الوطن" على وجود مبالغة في أسعار بعض المنتجات من قبل التجار، مشيرين إلى أن الزيادة على بعض المنتجات لا تخضع للرقابة من قبل الجهات المعنية، فيما يرى بائعون أن تفاوت الأسعار يعد طبيعيا إزاء دخول الموسم الدراسي.

المواطنة عبير عمران، ربة منزل وأم لخمسة أولاد، تؤكد تأثير تتابع المواسم على ميزانية الأسر بقولها: "مرتب زوجي لا يتجاوز 5 آلاف ريال، ولم يكف لتغطية الطلبات الأساسية لموسمي رمضان والعيد، وقريبا سيستأنف الموسم الدراسي الجديد الذي يحتاج إلى ضعف المرتب الأساسي لزوجي لتغطية متطلباته".

في حين أكد أحمد الحسن، وهو تاجر مقيم يعمل في مجال الملابس الجاهزة، ارتفاع أسعار السلع الموسمية للعام الحالي مقارنة بالأعوام الماضية، الأمر الذي أثر بشكل سلبي على إيرادات العديد من المتاجر، وساهم بشكل مباشر في إرهاق ميزانيات العديد من الأسر.

من جانبه، يرى المواطن سلطان البسطي أن مسالة زيادة الإنفاق لا تتعلق بتتابع المواسم، بل تعود إلى انعدام مبدأ الاقتصاد المنزلي والثقافة الشرائية للفرد والأسرة، مضيفا أن رب الأسرة بحاجة إلى جدولة ميزانية الأسرة طوال العام، لا سيما أن الكثير من المتسوقين ليسوا على دارية تامة باحتياجاتهم أو الحدود العامة للاستهلاك الشهري.

ويخالفه الرأي المواطن "أبو سعد"، الذي أشار إلى أن أحد أهم الأسباب التي ترهق جيب المواطن السعودي تتمثل في المرتبات المتواضعة للأغلبية، وقال: "أحلت إلى التقاعد منذ 5 سنوات تقريبا، ولدي زوجة و8 من الأبناء، وراتبي البالغ 4 آلاف لا يفي بجميع متطلباتهم، والسبب الرئيسي في تضخم أسعار المستلزمات الأساسية يعود لجشع التجار المتزايد في ظل غياب الجولات الميدانية للجان الجهات المسوؤلة".

وفي سياق متصل، يرى الخبير الاقتصادي السعودي طلعت حافظ أن أحد أسباب إنهاك المواسم لميزانية الأسرة هو عدم وجود مبدأ التخطيط المالي، وعلق بالقول: "من المؤسف أن الأسرة تهمل التخطيط المالي أو الاستثماري "الادخار"، وهذا ينم عن ضعف الثقافة المالية لدى المجتمع التي تمثل مشكلة اجتماعية خطيرة".