لا أعرف متى تم افتتاح أول مطعم في العاصمة الرياض.. لكنني لا أعتقد أن هناك مدينة في العالم كله تحتضن هذا الكم الهائل من المطاعم!

كنا أحياناً في السابق نسوقها على سبيل المبالغة، لكننا اليوم نصف واقعاً يندر وجود مثيل له.. استوقفني قبل فترة شارع قصير شمال الرياض في حي المصيف، لا يتجاوز طوله خمسمئة متر، كان عدد المطاعم المتراصة فيه يتجاوز عشرين مطعماً تقريباً!

شيء يستحق التأمل والمناقشة فعلاً.. هذه (ظاهرة طارئة)، ومقلقة، وذات أبعاد سلبية صحية واجتماعية واقتصادية..

مللنا الحديث عن (الجوانب الصحية) للظاهرة، فلن أتحدث عنها، ولن أتحدث أيضاً عن (المضار الاجتماعية) المتمثلة في هجر الأسرة السعودية للأكل في المنزل.. لو تحدثت عن ذلك، لطالبت في السطر الأخير من المقال أن يتم تحويل المطابخ في المنازل إلى غرفة ألعاب، أو مستودع، والاكتفاء بركن بسيط لعمل القهوة!.. ما الفائدة من هذه المطابخ الرخامية ذات التجهيزات الباهظة والتكلفة الاقتصادية العالية طالما لا يتم استخدامها؟!

ولذلك سأقتصر على الإشارة إلى الإرباك الذي أصبحت تسببه كثرة المطاعم في الرياض للحركة.. الناس تعاني كثيراً عند مرورها بأي شارع - بالمناسبة ليس في الرياض شارع واحد يخلو من مطعم - حيث تتكدس السيارات وتتراكم بشكل مزعج جداً. الذي لا أكاد أفهمه كيف يتم الترخيص بافتتاح هذه المطاعم وسط الأحياء السكنية، ودون اشتراط توفير مواقف للسيارات؟

الناس سكنت هذه الأحياء على اعتبار أنها أحياء سكنية، وليست مناطق سياحية تمتلئ بالمطاعم.. من هذا الذي يستطيع بجرة قلم تحويل شارع سكني لشارع تجاري؟!