استبعد الفنان الكوميدي يوسف الجراح وجود "البطولة المطلقة" في حركة الدراما والكوميديا السعودية، وأن البطولة الحقيقية تكمن في موهبة الفنان، مؤكدا أن الدراما السعودية تناقش قضايا جوهرية، وتلامس الهم الاجتماعي.
وقال الجراح في حوار مفتوح بمهرجان عيد أرامكو في الظهران أقيم أول من أمس وأداره عبدالله العمري إن البطولة لا تقف عند ممثل بعينه في العمل، بل كل المشاركين أبطال، ولهم أدوار جوهرية تمثل عصب الفكرة وبلورتها، مؤكدا وجود ممثلين لديهم القدرة الفائقة على توظيف الفكرة الدرامية والكوميدية بطريقة تعكس رسالة العمل بجملته. حتى ولو لم يكونوا أبطالا في العمل.
وأكد في ثنايا الحوار الذي امتد لساعة كاملة أن الدراما السعودية تسير عبر رؤى جيدة، كونها تلامس الهم الاجتماعي، وتناقش قضايا جوهرية لم يتم الحديث عنها مسبقا، مستعرضا بعضا من الأعمال التي وصلت بقوة فكرتها وعمق طرحها لتعالج بعضا من المشكلات. وقال الجراح إن الكوميديا في السعودية باتت طاغية بحضورها مما سبب نقصا واضحا في الدراما التي تحتاج إلى فكرة جيدة ونص يدخل المتلقي في تفاصيل الحدث ليعايشه.
وقال الجراح إن "الدراما كفن من فنون التعبير ترتبط بقدرة الإنسان منذ بدء الخليقة على التعبير عن نفسه، وعن مكنونات بيئته الطبيعية والاجتماعية، وقد اتخذ هذا التعبير دائما شكلين: تعبير خارجى، وآخر داخلي يتفاعلان فى علاقة جدلية، فالتعبير الخارجى ما هو إلا شكل تنفيذى للداخلي، وهذا التعبير فعل يستفز في من يستقبله رد فعل طبقا للقاعدة العلمية التى تؤكد "أن لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه"، مشيرا إلى أن المسألة تتجاوز هذا الحد، فنرى أن رد الفعل يتحول مرة أخرى إلى فعل.
وعن سبب ابتعاده عن الثنائي الكوميدي القصبي والسدحان، قال الجراح "تجمعني علاقة قوية بالسدحان والقصبي، ولدي تاريخ جميل معهما.