تكون الأفكار المثالية براقة لمتابعيها، آسرة لتابعيها، خصوصا إذا كانت في صفوف المعارضة.. تدمج الفكرة مع آهات التعذيب في السجون وآثار القمع، فتكتسب هالة القدسية. وإذا حدثت المعجزة وتولى المعارضون من أتباع الأفكار المضطهدة، حكموا بعقلية السجين، الذي دفع حريته ثمن فكره، وسيطروا باستراتيجية آخر فرصة.

وفي البلدان المضطربة والدول الهشة التي تديرها مجتمعات الحشود يعرف معارضو الأمس، مؤيدو اليوم، أن النزول عن الكرسي سيكون كارثيا للفكرة وأتباعها. من الكراسي إلى السجون.. ولأنهم رسموا الأحلام حول مشاريعهم، ووعدوا بانقلاب الحال في دولهم حتى يصلوا إلى الكرسي، وقعوا في فخ عظيم، وهو تجاهلهم لتوقعات الجماهير بعد الثورات، وانتظارهم تغير الحال بسرعة، والتي تخضع لنظرية التوقعات المتزايدة. صدموا بتغير مشاعر الناس عليهم فبحثوا عن مخرج الفاشلين.. مؤامرة.. جماعة لا تعرف غير المؤامرات.. لثمانية عقود ترجع فشلها إلى مؤامرة.. تلفت مفكرو الجماعة ليصدروا فشلهم فلم يقدروا أن ينسبوه إلى أميركا، فهي حليفهم، ولا إسرائيل فهم ملتزمون بأمنها.. بحثوا في كل أعداء الماضي (الوهميين) فلم يستطيعوا، لأن تحالفهم معهم ظهر للعلن، فاختاروا من إذا عادوه كسبوا منافسيه، أو ابتزوه، الإمارات..

هجمة إعلامية إخوانية أهدافها تغطية الفشل الذي يواجههم في دولهم، وإيجاد عدو للمشروع الإخواني، وإرضاء من يدعم مشروع الإخوان ويريد أن يكون ناجحا كالإمارات.. وغزل لجار إقليمي يبحث عن حليف بعد تهاوي نظام بشار.

للإمارات أبناء يدافعون عنها. وللجماعة مفكروها المخلصون لها، ولكن الغريب انضمام خليجيي الإخوان للحملة وحماسهم في الهجوم على الإمارات، ربما أكثر من قياداتهم، والغريب أيضا أن من يهاجمون الإمارات هم من كانوا قبل سنتين يقولون لدولهم ومسؤوليهم: لماذا لا نصبح مثل دبي؟ يا سبحان الله.. هل تغيرت دبي.. أم وصل التكليف؟.

وضوح الإمارات في الدفاع عن أمنها وازدهارها ارتعدت له فرائص ممول المشروع وقناته.. وجماعته، ومفتيه.. وعلى الممول ستدور الدوائر وتنقلب الجماعة.