نهنئكم على الثقة الملكية بتجديد تكليفكم بإمارة المنطقة لأربع سنوات قادمة.

إننا لا ننسى لحظة تعيينكم الأولى ولا مساء وصولكم لمطار الملك عبدالله في جيزان، لأنها لحظة فاصلة وتاريخية لنا ولمنطقتنا، لحظة كانت تحمل أحلامنا في مستقبل أفضل لنا ولأجيالنا. وكنا نعرف أنكم تبدؤون من الصفر تقريبا، لكنكم لم تخيبوا آمالنا ولا حسن ظن خادم الحرمين الشريفين، وعملتم ليلا ونهارا في سباق مع الزمن واختصار للمراحل، فاهتزت جيزان ونمت وربت، وصارت مهوى أفئدة أبنائها الذين هجروها بحثا عن فرص العلم والعمل. وانداحت في كل الجهات في جمال ودلال. نعرف جهودكم في استعجال منشآت المدينة الاقتصادية، ونلمس إنجازكم في وصل المنطقة ببعضها بشرايين الطرق المزدوجة الفسيحة، وندرك رعايتكم لأعظم مشاريعنا جامعة جازان..

أبا تركي؛ نحن ننسى أن نقول لكم شكرا، لكننا والله نقولها في سرنا وفي أحاديثنا ومجالسنا. إننا لم نسمع عنكم أنكم عاتبتم صحفيا على إظهار قصور ما في جهة ما، لأنكم تدركون أن الإعلام معين للمسؤول على أداء مهامه. إنني أقترح إنشاء مكتب خاص يتبع سموكم فقط مهمته متابعة التنفيذ، فالناس يشكون تعطيلا متعمدا أحيانا لمعاملاتهم وحقوقهم، والوقت لا يسمح لكم بالوقوف على تنفيذ كل توجيه، كما فعلتم مؤخرا في مشروع وادي الظبية، حيث وجهتم بإيقافه قبل أربعة أشهر لكنه لم يتوقف إلا بحضوركم شخصيا. إن المواطن الذي يستفيد من توجيهاتكم ثم تتم عرقلتها لن تسنح له الفرصة ولا وقتكم ولا وقته لإشغالكم بنفس القضية، الأمر الذي يجعل بعض القضايا تمتد لسنوات وهي لا تستحق أسبوعا واحدا لو أن الجهات التنفيذية أدت عملها بأمانة. من الطبيعي أن تنشأ علاقات بين النافذين في بعض الدوائر تؤدي لتشابك مصالح فلان مع علان يكون ضحيتها المواطن، هذه العلاقات تتحول لشبكة تبذل جهدها في حجب الحقائق وتضغط دائما باتجاه مصالحها الشخصية. ماذا يعني أن تستمر معاملة 18 عاما؟ وكيف لا يتم تنفيذ أحكام قطعية واجبة التنفيذ ويتم الالتفاف عليها وحتى إلغاؤها؟!.

نسأل الله لكم العون والتوفيق.