في رد على تسريبات الإدارة الأميركية بشأن كيفية اغتيال أسامة بن لادن وهو أمر اعتبره كثيرون في واشنطن محاولة لدعم حملة الرئيس باراك أوباما الانتخابية، تصدت مؤسسة تابعة للمتقاعدين في القوات الخاصة التابعة للبحرية "سيلز"، للبيت الأبيض باتهامه بأنه يحاول الاتجار بجهد جنود القوات الخاصة لأسباب سياسية.

وقال الناطق بلسان منظمة "أوبسيك" التعليمية التي تضم أعضاء القوات الخاصة المتقاعدين، بن سميث إن أوباما شيوعي متخف وأطلقت المنظمة عليه اسم "حسين ماوباما" نسبة إلى اسم الزعيم الشيوعي الصيني الأسبق ماو تسي تونج.

وقال سميث في الموقع الإلكتروني للمنظمة "الرئيس يتاجر بجهود وتضحيات القوات الخاصة بلا حياء. وقد يكون من الضروري أولا أن يبرهن على أنه مولود حقا في الولايات المتحدة أو أن رئاسته شرعية من الزاوية القانونية".

ولا يمثل سميث كل أفراد القوات الخاصة المتقاعدين، ولكنه على صلة وثيقة بكثير منهم. ويحظر القانون على أفراد القوات المسلحة ممن هم "تحت السلاح" أي في الخدمة العسكرية التدخل في الشؤون السياسية. إلا أن كثيرين ممن هم في الخدمة يستخدمون زملاءهم ممن تركوها للتعبير عن آرائهم.

وكان أوباما قد صرح الاثنين الماضي بأنه لا يتأثر بهذه الحملات وأضاف "إنني لا آخذ هؤلاء الأشخاص على محمل الجد. إن واحدا منهم قال إنني لم أولد في الولايات المتحدة على الرغم من أن كل الأدلة تشير إلى عكس ذلك".

ورد سميث على أوباما في موقعه الإلكتروني بقوله "إنني لست واثقا من أن الرئيس ولد هنا أو لم يولد هنا. كل ما أستطيع قوله هو أنني متشكك في مكان ولادته بقدر ما أتشكك في أنه مواطن أميركي. وأكرر له القول بأنه وصمة في وجه كل ما هو أميركي وأن عليه أن يأخذ حثالته الشيوعية ويرحل إلى حيث ولد أينما كان ذلك. إنه درس من التاريخ كي نتعلم ألا نتخلى عن مشاعرنا الوطنية".

وعلى الرغم من أن حملات سميث ومجموعات القوات الخاصة التي تنتقى عادة من صفوة الجنود الأميركيين لن تؤثر إلا تأثيرا محدودا فإن الأسابيع الأخيرة أظهرت انتشارا كبيرا لتلك الجيوب المحلية المتناثرة التي تنتقد بعبارات بالغة الحدة جوانب مختلفة من سياسة إدارة الرئيس أوباما. ويقول المتابعون للانتخابات الأميركية في الولايات المتحدة إن ذلك يمكن أن يؤثر في حالة واحدة وهي وصول تلك الظاهرة إلى "كتلة حرجة" تنعكس على المسار العام للحملة الرئاسية الديموقراطية.

وفيما اعتقلت السلطات الأمنية الأميركية رجلا مسلحا أول من أمس في مدينة سياتل غرب الولايات المتحدة بعد إرساله رسالة إلكترونية تضمنت تهديدا لأوباما، تقدم المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض ميت رومني نقطتين في استطلاعات الرأي حول الانتخابات الرئاسية الأميركية التي سيتنافس فيها مع الرئيس المنتهية ولايته، بواقع 48% لأوباما و44% لرومني مقابل 49% و43% على التوالي في 26 يوليو الماضي مع هامش خطأ بحوالي 3,1 نقاط.