صرح معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في اللقاء المفتوح الذي تم في مركز الملك عبدالله الثقافي بسكاكا في منطقة الجوف، بأن هناك حاجة للمرأة في الهيئة.

عمل المرأة في الهيئة بات ضرورة، ولكن الأمر يحتاج إلى تأسيس. وحقيقة قبل بدء إدخال المرأة في العمل بالهيئة، يجب البدء في وضع استراتيجية عملها من خلال لوائح واضحة لصلاحياتها وكونها جهة رقابية ـ كما هو الأصل في الحسبة ـ وتنظيم وتقنين وتوضيح نوعية العمل، لئلا يأتي يوم وتصبح النساء في عراك مع بعضهن البعض، بمعنى توضيح ما المطلوب منها باستفاضة. وفي حالة اتخاذ قرار عمل المرأة في الهيئة فإن الخطوة الأهم هي الدورات المكثفة والتوعية والتوضيح بأن هذا عمل ووظيفة لها حدودها، ويتم وضع ضوابط للاختيار.

السؤال الأهم هو: هل عمل المرأة سيكون ميدانيا كما هو الحال في عمل موظفي الهيئة، أم إنه عمل مكتبي لظروف محددة؟ والحقيقة الواضحة أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير واضحة المعالم من ناحية استراتيجية عملها أو المطلوب منها، فيصبح التعامل مع الجمهور حسب اجتهادات الموظف الموجود في المكان أو في الحالة، فالأمر شديد الحساسية.

يجب ألا يتم إسناد العمل للمرأة دون لوائح واضحة خوفا من الالتباس أو سوء الفهم، لأننا ـ مع الأسف ـ جميعا لا نعرف ما هي حقوقنا، ولكننا نعرف حق الآخر علينا، وهذا هو الغالب، بمعنى أن هناك الكثير من الحقوق تفوت على من هو بريء، ولكن فات عليه أن يعرف ما له لا ما عليه، لأن ما عليه كثير، حتى بات داخلنا إحساس مستمر بالذنب والتقصير.

ويبقى احترام خصوصية المواطن والرفق في التعامل معه أحد أهم الأمور التي يجب الأخذ بها في مجال له حساسية لدى المواطن من تراكمات أصبحت في اللاوعي عنده، والنصيحة بأسلوب رقيق تؤدي الغرض منها أكثر من أي طريقة أو أسلوب آخر، وإلى أن تأتي المرأة إلى ساحة الهيئة ننتظر لنرى حواء كيف ستتعامل مع حواء.