حذر عدد من المثقفين المصريين من مخططات لفصل شبه جزيرة سيناء عن مصر، مطالبين بالاهتمام بتراثها الثقافي، وإعمارها.

وقال المثقفون المشاركون في اللقاء الثقافي بالهيئة المصرية العامة للكتاب مساء أول من أمس "نحلم بأن يكون في سيناء 10 ملايين مواطن وهي تستوعب ذلك، وهذا أصبح أمرا حتميا لمن يعي كلمة مصر ومن يريد أن يكون زعيما ويدخل التاريخ يجب أن يتبنى هذا المشروع وينفذه لمواجهة المخططات التي تسعى لفصل سيناء عن مصر، وإذا لم يتم عمل مشاريع قومية بسيناء فهي معرضة لمزيد من المخاطر.

وقال رئيس مجلس إدارة دار الهلال، الكاتب حلمي النمنم: إن الظروف في مصر مقلقة ومتوترة ولعل أخطرها وأبشعها ما حدث لجنودنا والاعتداء عليهم من قبل الإرهابيين وقت الإفطار، وما حدث في سيناء لم يكن مفاجأة لنا، فمنذ أحداث ثورة يناير تزايدت هذه الأحداث وحدث خلط بين أحداث الثورة وبين ما يحدث في سيناء، وبدأت الاعتداءات على الشرطة، ثم تفجيرات خط الغاز والتي بررها البعض بتصدير الغاز إلى إسرائيل، وقد دخلت إلى مصر كمية كبيرة من الأسلحة، ودائما يقال إن ما يتم ضبطه يكون 10% من الكمية.

وأوضح النمنم أن الرؤية الصهيونية لم تتغير وفكرة أن تكون سيناء الحديقة الخلفية لإسرائيل، فهي كانت ترغب في اقتطاع 50 كيلو مترا من سيناء ليصبح لغزة. وللإنصاف فقد رفض مبارك هذا المشروع، ولا أستبعد أن العناصر الإجرامية في سيناء تكون مدفوعة من قبل إسرائيل وتدفعها إلى هذه العمليات، ولكن الحل الأمني ليس كافيا، وما كان يقوله السادات يجب أن نأخذ به الآن، والحلم الآن أن يكون في سيناء 10 ملايين مواطن.

ومن الناحية الثقافية وما نعرفه عن سيناء قال النمنم: أعتقد أن أهم كتاب عن سيناء كان من سنوات طويلة، ويجب أن تصدر هيئة الكتاب موسوعة كبيرة عن سيناء تكلف بها مجموعة من المتخصصين والباحثين.

من جانبه، قال الناقد الدكتور محمد بدوي: سيناء منطقة طرفية بامتياز، ودائما الأطراف تكون ضعيفة. وجغرافيا سيناء هي الجزء الوحيد في مصر الذي يقع في آسيا، وعلى هذا الأساس هناك تصور أن هذه المنطقة ليست جزءا حميما من مصر. وبعد عام 67 ذهب الجيش الإسرائيلي إلى سيناء وملك القبائل للأرض التي يعيشون عليها ضمانا لولائهم.

وأضاف بدوي: بعد وصول الإسلاميين للحكم تم فتح حوالي 1200 نفق تحت دعوى إنقاذ غزة من الحصار وانتشرت جماعات جهادية وتكفيرية، وهذه الجماعات ضد مفهوم الدولة الوطنية، سواء المصرية أو الفلسطينية، ويتصورون أن العالم كله مسرح لحركتهم، والدليل على أنها تكفيرية قتل الجنود وقت الإفطار والصلاة.

وأوضح بدوي أن مصر حدودها واضحة جدا، والمشكلة أن الإدارة المصرية منذ 100 عام تعتقد أن حلايب وشلاتين وسيناء ليست تابعة لمصر ولا تذكرها إلا في وقت الأزمات. إذا لم تتغير الآلية التي تدار بها مصر ستزيد هذه المخاطر.