يحرص بعض الجداويين وخاصة بعض سكان الأحياء الشعبية صبيحة اليوم الأول من عيد الفطر المبارك، على زيارة قبور أقاربهم، والدعاء والترحم عليهم، وفي صباح هذا اليوم يظهر مواطنون بصحبة الأطفال في المقابر، مشهد يغلب عليه الحزن والوفاء لأقاربهم الأموات، حيث تسبق هذه العادة الاستمتاع بفرحة العيد، والابتهاج بالاحتفالات الأسرية والفعاليات السياحية بالمدينة.

واعتبر الزوار تلك العادة نوعا من الوفاء ورد الجميل لمن رحلوا عنهم من أقاربهم، وفرصة للتدبر في مساكن الدار الأولى للآخرة، وذلك عقب انتهاء صلاه العيد، حيث يحرص كثير من السكان من مواطنين ومقيمين أن يؤدوا الصلاة في مساجد بجانب المقابر المعتمدة للزيارة.

وقال محمد سعيد الذي حرص منذ الصباح الباكر على زيارة مقبرة الرويس بصحبه أبنائه "أحرص دائما على زيارة مقبرة والدي، وعدد من أقاربي المتوفين منذ سنوات، للدعاء لهم ومشاركتهم هذه الأيام المباركة، وإن كانوا أمواتا، وما يصاحب هذه الزيارة من تدبر لأحوالنا في الدنيا.

وأضاف "في كل عيد لا أفوت هذه الزيارة، وأحرص على إحضار أبنائي لأعلمهم الوفاء وأهمية بر الوالدين حتى وإن كانوا أمواتا، فالدعاء لهم هو أسمى أنواع البر بهم".

وعلى باب المقبرة قابلنا أسرة باخميس المكونة من أربعة أبناء عمومة، الذين حضروا لزيارة آبائهم وأمهاتهم الأموات، وبدا حرصهم على الحضور جميعا للدعاء لأقاربهم الأموات دعاء جماعيا أمام القبر، والسلام على الأموات كسنة من سنن المسلمين.

وقال عميد أسرة باخميس العم خالد إن زيارة القبور عادة توارثناها نحن سكان جدة في الأعياد، رغم أنني أقوم دائما بزيارة القبور مرة كل شهرين للدعاء لوالدي، وأقاربي وجيراني المتوفين الذين عاشرتهم منذ صغري.

وأشار باخميس إلى أن متطلبات الحياة أجبرت البعض على الانشغال عن زيارة الأموات بصفة مستمرة، سواء في الأعياد أو في بقية أيام السنة، وأعتبر ذلك جفاء ونكرانا لجميل المتوفين، وخاصة من أقاربهم من الدرجة الأولى الذين في أمس الحاجة لبرهم والدعاء لهم.

ولاحظت "الوطن" أن معظم الزوار هم لأقارب متوفين حديثا، وهو ما ظهر واضحا على وجوههم، إذ دخل البعض منهم في موجة بكاء عند وصوله للمقبرة.