حمد جويبر- جدة
من منّا يتجاهل فرحة العيد وصباحاته الباسمة التي تجعلك تأنس وتحتفل بها، وتتمنى أن تطول وهي كذلك، لو وجدت أصفياء وصفيّات يجعلونها ترنو بمعناها الحقيقي وتعلو بسموها الشامخ، وإنسانيتها المشعة من الصدور، فما أعذبها وأرقها لو تزينت بالذكر والصلاة والتكبير وتمرات السّنة.. تُشعِرك من بدء انبلاجها أنك تحترم مقدمها بصفائكِ العميم وبياض هندامك الأنيق.. تخطو لها دون زمجرة وكبرياء، بل تكون بها حييّا من الله تجتهد بالدعاء وإخراج الفرحة ورسمها على الوجوه دون عتمة.
ما نحتاجه في هذه الصباحات ليس تهيئة جسدية ومادية فحسب، بل قبول من الله لصيامنا وقيامنا، فالإقبال بصفاء النية هو المطلب والمنال الذي يبتغيه الكّل.. ولكنّني آسف لمن ينكرها بالنوم أو عُتمة العبوس أو غيهب السهر الذي يطليها بطلاءٍ قانٍ تحسبها هـادئة وهـي مُجـهدة من اليقظة التي حلّ في ليـلتها الماضية.
فيا مجتمعي الصادق المتآخي المتسم بسلاسة الرأي وصدق العزم لا تدعوا صباحات العيد دون عودة صادقة لبراءاتكم، متمنين ومتأملين من سلطانه العظيم أن تربحوا الجوائز والغنائم فيها، وحاولوا بقدر الإمكان أن تتناسوا كلّ غلّ شائب وكل همّ شاحب لتفرحوا بهذه الأيام وتضيئوها بأنوار وجوهكم الباسمة، وتمرحوا في جنباتها، وتعيدوا الوصال المنسي، وتبقوا على بهجتكم المعهودة عنكم.. وقبل ذلك لا تتخالجكم الأفراح دون أن ترفعوا أكفكم مبتهلين مذعنين بأن ينصر الله الشام وأهلها وفلسطين، ويفرّج كربة مسـلمي بورما ويحـقّ لهـم الحق.
فهذا طرح من الصباحات التي آمل أن تكون جزءا من طرائقها في مخيلاتكم، فوحدواّ الصفوف وأقبلوا إلى الله فيها بقلوب سليمة وعادات حميدة وتقارب حسن.