كانت وما زالت تهيئة "مصليات العيد" هي المهمة الأولى للجهة المسؤولة عن ذلك رسميا، وهي وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ومكاتب الدعوة الفرعية في المحافظات والمدن، إلا أن الأمر جرى على غير هذه العادة هذا العام، فقد دخلت على الخط ما يمكن أن يطلق عليهم تكوينات "المجموعات التطوعية".

الجديد في هذه المجموعات أنها تتأسس مرحليا ووقتيا، لتهيئة مصليات العيد بمستلزماتها الرئيسة، وذلك بتعاون "المندوبيات الدعوية" المنتشرة في أحياء المدينة الواحدة.

الأمر مختلف في هذه المجموعات، فالشباب الذين يعدون السمة البارزة في أي مجموعة تطوعية، ويتسيدونها في غالب الأحيان، إلا أن مجموعات تهيئة "مصليات العيد" تحمل قالبا مختلفا ومغايرا، فهي خليط متداخل بين عقود العشرينات والأربعينات، بل حتى لعقد الخمسين، وهذه سمة بارزة، كما يقول سعود القحطاني، أحد مشرفي هذه المجموعات المكونة في الأساس من أهالي حي الرحاب.

تحمل هذه المجموعات نفس الهيكل الإداري "للمجموعات التطوعية" العاملة بمنهجية تأسيسية، عبر تقسيم أعمالها في الداخل على لجان عمل وأدوار وظيفية محددة وأجندة عمل واضحة في طريقة أداء عملها التطوعي، وإن كانت في العيد تتسم بـ"الدقة" منها في المجالات الأخرى.

القائم على فرع مندوبية الدعوة والإرشاد بحي الكندرة بوسط جنوب جدة الشيخ عبدالله صالح صنعان، قال لـ "الوطن" إن هناك مجموعات تطوعية من الشباب والفتيات وأهالي الحي، يقسمون أعمالهم ضمن خطط عمل من حيث تجهيز فرش الصلاة للمصلين، والقيام بخدمة الأعمال اللوجستية، لراحة المصلين كتوفير المياه، وتنظيم خطة السير، ومواقف السيارات لعدم حصول الزحام، إلى جانب تهيئة مقر النساء.