ألقى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الضوء على انتشار البطولات والدورات الكروية على مستوى الهواة في الدول العربية خلال شهر رمضان، وأكد الموقع الرسمي لـ "فيفا" أن الأمر تحول بمرور الزمن من مجرد ظاهرة، إلى عادة اجتماعية رمضانية، بل تحولت إلى أحد الطقوس الأساسية في هذا الشهر.

وقال "عرف شهر رمضان في الدول العربية بشكل خاص بأنه شهر العبادات الدينية والعادات الاجتماعية الخاصة حيث تنشط فيه الزيارات العائلية والعزائم والولائم خاصة مع توحد موعد الإفطار على مدار هذا الشهر الكريم مما يجعل من السهل تجميع الأهل والأصدقاء على مائدة طعام واحدة في أجواء دافئة وحميمة، كما تتزين الشوارع بالزينة والأنوار، ولكن تبقى دوما الساحرة المستديرة لها مكانتها الخاصة في هذا الشهر الكريم لدى العرب، ويلقي " فيفا " الضوء على ولع العرب بكرة الصالات في شهرهم الخاص. البداية كانت في مطلع القرن الماضي حينما انتشرت مباريات الكرة بين الأطفال والشباب في الأزقة والحواري بعد مدفع الإفطار حيث كانت تسلية كبيرة، وتقام عادة بين فريقين مكون كل منهما من أربع أو خمس لاعبين وخاصة في المناطق الشعبية ومع مرور الوقت والتصاق هذا النوع من الترفيه بشهر رمضان وتحديدا بعد فترة الإفطار، فقد بدأ المنظمون في إقامة دورات تنافسية بين فرق المناطق الشعبية بصورة منتظمة على مدار هذا الشهر حتى أصبحت تلك عادة خاصة في شهر رمضان".

وتابع الموقع الرسمي للاتحاد الدولي "وزاد الاهتمام بتلك الدورات حتى أصبحت لا تقتصر فقط على الشوارع والأزقة بل انتقلت لتقام في الصالات المغطاة ومع تتبع الآلاف لتلك المسابقات أصبحت تعرض على شاشات التلفزيون في كثير من الدول العربية وخاصة الإمارات العربية المتحدة التي تنظم عددا قياسيا من تلك المسابقات، وبطريقة احترافية. وبالطبع فإن المشاهدة التلفزيونية جذبت الرعاة من كل جانب وخاصة شركات الاتصالات والمياه الغازية وكثير من الرعاة الآخرين الذين لا يتوانون عن إنفاق آلاف الدولارات في رعاية تلك البطولات المصغرة".

وأضاف "إنها ليست فقط مسابقة رياضية بل إنها أشبه بالتقليد الاجتماعي، فقد أصبح من المعتاد أن نلتقي مع الأصدقاء بعد الإفطار لمشاهدة عدد من المباريات التي تجمع عادة مجموعة من اللاعبين المهرة الذين يقدمون عرضا رائعا من المهارات الكروية الفذة، كما يقول خالد عبدالرحمن والمقيم بإمارة دبي لموقع فيفا".

بينما يصر المهندس محمد مصطفى ورغم بلوغه عامه الـ54 على المشاركة السنوية في تلك المسابقات، وقال" أشارك في الدورات الرمضانية منذ كان عمري 14 عاما وكنا غالبا ما نتبارى مع جيراننا من الشوارع المحيطة حول الحي الذي نقطنه واليوم أشارك في تلك التي ينظمها النادي الاجتماعي الذي أنتمي إليه" ويكاد مصطفى لا يتذكر عاما غاب فيه عن المشاركة في هذا التقليد الشعبي.

ولا يتوقف تنظيم تلك الدورات المصغرة على الأحياء الشعبية ومراكز الشباب والقرى والنجوع فقط، بل امتد تأثيرها لتنظم من خلال الأندية المحترفة والهيئات والمؤسسات بعدما أصبحت تجد اهتماما كبيرا من الرعاة وأصبحت تطلق أسماء بعض رجال الأعمال أحيانا أو الشيوخ على تلك المسابقات وفي بعض الدول لا تتردد الأحزاب السياسية عن رعاية عدد من الفرق أو تسمية بعضها باسمها لتزيد من شعبيتها عبر تلك الجماهير الكبيرة والشغوفة.

والطريف أنه علي الرغم من أن تلك الحالة الفريدة من نوعها تعد ظاهرة وقتية حيث ترتبط فقط بشهر رمضان فإنها مع الوقت جذبت كثيرا من النجوم إليها ومنهم نجوم الكرة المحترفون ولعل أغلب اللاعبين العرب قد شارك بطريقة أو بأخرى في تلك المسابقات قبل أن يتحول الأمر لظاهرة في نهاية العقد الماضي واضطرت بعض الأندية التي يتبع لها هؤلاء اللاعبون أن تتدخل خوفًا من إصابتهم في تلك المسابقات إثر احتكاكهم بمجموعة من الهواة خارج المستطيل الأخضر.