لم تختلف التوقعات في "الميزانية" عن سابقاتها، بل زادت عليها بالفأل، زاد الله بلادنا خيرا على خير، ونفع بـ "ميزانيتها" أرجاء البلاد، وعم بخيرها العباد.. كما لم تختلف الطموحات والمطامع بمزيد من التنمية والبني التحتية، في ظل كرم الدولة وسخاء عطائها بلا حساب.
كل عام نترقب الخير، ونطمعُ بفائض الميزانية.. والطمع هنا حق لكل منطقة، ومطلب وطني لكل مدينة.
.. نطمع من الدولة أن ترفع سقف التنمية في كل المناطق، بحسب الحاجة، ودفعا لأي تقصير بحق المدن والمناطق وسكانها.
لا أشك بعطاءات الدولة، وكرم القيادة في توزيع الميزانية في عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لكني أشك في قدرة "بعض" المسؤولين على تنفيذ تطلعات الدولة، والاستفادة من ميزانيتها!.
ضخامة الميزانيات السابقة، لم تحرمنا رؤية مبان تعليمية للتعليم العالي، والمؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني تقف بائسةً يائسة من إنجازها والاستفادة منها في عدة مدن، ولم تحرمنا مشاهدة مبان لمستشفيات ومستوصفات جاهزة تنتظر كرم وزارة الصحة بالتشغيل.
ما أزال حتى اليوم أرى في بعض المدن طرقا متهالكة لا تختلف عن الطرق الترابية إلا باللون، بعضها لم يمض على إنشائه ثلاث سنوات، ولم تفارق التحويلات طرق الشمال بامتداده من الشرقية حتى الحدود الأردنية غربا، بدلالة واضحة أن الخلل يأتي من وزارة النقل، وينساب على فروعها بالتساوي.
بعض المدن ينقصها الكثير والكثير من الخدمات، وأغلب "اللوم" يقع على مسؤوليها بعدم زيادة المطالب، ورفع سقف التطلعات بالخدمات، فمثلا في إحصائية لوزارة التربية والتعليم جاء عدد المباني التعليمة قيد الإنشاء 2005 مشاريع تعليمية مع ذلك لم تحظ منطقة نجران إلا بـ25 مشروعا، ولم تحظ الحدود الشمالية إلابـ 27 مشروعا، وبلا شك وبلا تردد "يحط" اللوم و"تقع" المسؤولية على إدارتي التعليم بـ"نجران" و"الحدود الشمالية"، وليت مسؤوليها يتعلمون من مسؤولي "القصيم"، التي ذكر التقرير أن عدد مشاريعها 159.
أشفق على بعض المدن؛ لأن التنمية تصلها متأخرة؛ ولأنها لم ترزق بمسؤولين يدركون أن القيادة تبذل الكثير، وتسعى للمساواة بين المناطق والمدن، ولا ترد "يد" طالب منهم.
(بين قوسين)
لا أظن مدينة في العالم تعاني كما تعاني "حفر الباطن" في التنمية والبني التحتية.. حفر الباطن تحتاج "التفاتة"، وتريد ما يعوضها نقص الماضي.