تسبب الإقبال الضعيف على شراء مادة الأسمنت خلال شهر رمضان المبارك في انخفاض أسعاره إلى ما دون الـ 15 ريالا للكيس، ولم يشجع السعر الجديد المواطنين على الإقبال لشرائه.
ويرجع عاملون في قطاع البناء السبب في الانخفاض السعري لإجازات العمالة السنوية وقلة ساعات العمل خلال الشهر الكريم.
ويوضح كل من عثمان محمد عثمان، ويحيى محمد، وهما مديران لأحد المشروعات السكنية بالقنفذة، أن الأسمنت شهد خلال الأشهر الماضية نقصا واضحا، وندرة في معظم الأسواق، مما رفع أسعاره إلى 25 ريالا، وفيما بعد استقرت ما بين 18 و20 ريالا، مشيرين إلى أن دخول شهر رمضان قاد الأسعار إلى الانخفاض تدريجيا، حتى وصلت حاليا إلى ما دون الـ 15 ريالا للكيس، ويضيفان أن الطلب الخفيف على المادة كان له الأثر الأكبر، لافتين إلى أن الأسمنت أصبح سلعة تباع على الطرقات، بل إن معظم الموردين يوصلونه إلى المشترين مجانا، بعد أن كان يباع خلسة في الأشهر الماضية. ويذكر عثمان أن التجار خفضوا الأسعار خوفا من تلف مخزونهم، خاصة مع اقتراب عيد الفطر المبارك، وعدم صلاحية الأسمنت لفترة طويلة.
من جانبهما، أشار كل من سيد محمد وحسين عبد المنعم اللذين يعملان بمهنتي البناء واللياسة إلى أن كثيرا من العمالة تفضل السفر إلى بلدانها خلال شهر رمضان المبارك لقضائه مع أسرهم، كما أن ساعات العمل تنخفض ويكون العمل خلال الفترة المسائية، والتي تبدأ من الساعة التاسعة، وحتى الثانية فجرا، وبالتالي فالعامل يتقاضى أجرة يومية لا تتناسب مع ساعات العمل، لافتين إلى أن العوامل السابقة كلها ساهمت في انخفاض الطلب على الأسمنت، متوقعين ارتفاع الطلب على المادة بعد انتهاء عطلة العيد.
من جهته، أوضح أحمد الزيلعي، وهو أحد موردي الأسمنت للأسواق، أن أسعار الأسمنت تشهد خلال شهر رمضان استقرارا وانخفاضا؛ لنقص العمالة التي تفضل التمتع بإجازاتها السنوية خلال هذه الفترة من السنة، إضافة إلى قلة ساعات العمل مقارنة ببقية أشهر السنة.
وعلى الرغم من تحديد وزارة التجارة والصناعة لسعر كيس الأسمنت بـ 12 ريالا "تسليم المصنع" و14ريالا للمستهلك النهائي في مباسط ومحلات بيع الأسمنت، وسعر الطن السائب بـ 240 ريالا، إلا أن الأسعار باتت تتأرجح بين هبوط وارتفاع، حسب ظروف السوق.
وتشهد صناعة الأسمنت في المملكة تطورا سريعا خلال الفترة الحالية، ومن المتوقع أن يصل حجم إنتاج الأسمنت إلى 69.9 مليون طن عام 2013 م، في الوقت الذي يقارب الإنتاج حاليا من 60 مليون طن. ووفقا لتقرير حديث للبنك السعودي الفرنسي، فإن المملكة تحتاج لبناء 1.65 مليون مسكن جديد بحلول عام 2015 م؛ لتلبية الطلب المتزايد، ويُتوقع أن تحتاج شركات التطويرالعقاري الخاصة والحكومية بناء نحو 275 ألف وحدة سنويا حتى ذلك التاريخ، وبالتالي ستواجه السعودية مشكلة إسكان كبيرة؛ نتيجة تسارع النمو السكاني، وتدفق اليد العاملة الأجنبية إلى المملكة، التي تنفذ خطة إنفاق على البنية التحتية قيمتها 400 مليار دولار، وسيزيد استمرار تنامي الطلب على الأسمنت خلال السنوات الخمس المقبلة.
وبحسب تقرير شركة جدوى للاستثمار فإن إنتاج الأسمنت شهد تطورا كبيرا خلال الأعوام السابقة، فقد وصل إلى 23.8 مليون طن عام 2000 م، ثم زاد في عام 2007 م بمقدار 12 طنا، وزاد في عام 2008 م بمقدار 7.3 أطنان عن عام 2006 م، ليصل إلى 59.3 مليون طن عام 2010 م ثم ما يقارب 62 مليون طن عام 2011 م، ومن المتوقع أن يقارب 69 مليون طن عام 2013 .