يتسلل الملل في أوساط السعوديين من الأطعمة الرمضانية مع تقدم أيام الشهر الفضيل، حتى تصل في آخر الأيام حالة هجر بعض الأطعمة التي يمتاز بها رمضان، إلا أن تلك الحالة لا تشمل مشروب "السوبيا" على الإطلاق، ويعود ذلك لكون المتخصصين في إنتاج مثل هذا النوع من العصائر أو المشروبات نادرا ما يمارسون هذا النشاط بعد رمضان.
قصة السوبيا مع جمال العوهلي الذي يعرف نفسه أنه أحد محبيها، بدأت منذ أكثر من 32 عاما، ومن كثر ولعه بها أصبح يفرق بين الجيد منها والرديء، ويؤكد أن أكثر أنواع السوبيا التي يحرص على اقتنائها ما يسمى بـ"سوبيا الخضري" والتي تشتهر باسم شخص موجود في مكة، والتي تتميز بطعم ونكهة رائعة، مضيفا أن السوبيا هي ثلاث أنواع، وكثير من الناس للأسف يجلبون سوبيا ويدعون أنها سوبيا الخضري، ويقول إنه حين يتذوقها يعرف أنها ليست كما يذكرون، وهذا الأمر لا يعرفه إلا من يحب هذا المشروب وكانت لهم خبرة فيه، إلا أنه نفى أن يكون اللون له علاقة بجودة السوبيا.
واتفق معه راكان العيدروس وزاد السوبيا بلونيها الأحمر والأبيض، تتراوح صناعتها ما بين الزبيب والشعير الخام، ولكن المفضلة لدى كثير هي ذات اللون الأحمر.
وقال في المنطقة الغربية تتراوح أسعار أكياس السوبيا ما بين الخمسة والعشر ريالات بعكس المنطقة الوسطى خصوصا في الرياض حيث يصل سعرها إلى العشرين وتزيد مع العلم أن جودتها ليست كما يذكرها بائعو السوبيا، مبينا أن هناك كثيرا ممن يتنافسون على بيع السوبيا وهم أساسا لا يعرفون ما تقوم عليه السوبيا فقط يهتمون بالربح المادي أكثر من اهتمامهم بجودتها.
وتابع العيدروس، أن السوبيا أخذت بالانتشار لمعرفة الناس بفوائدها؛ حيث تقوم السوبيا على مواد صحية بعيدة عن اللون والأصباغ التي تتركب في كثير من المشروبات التي تنتشر خلال شهر رمضان ومن مركباتها الأساسية الشعير.
إلا أن عباس الكلثمي أحد بائعي السوبيا كان له رأي آخر في أسعار بيعها، وقال السوبيا في الرياض لا تزيد على 25 ريالا للكيس الواحد؛ حيث جلب السوبيا يحتاج تكلفة معينة ورفض أن يقارن سعرها بسعر البيع في المنطقة الغربية؛ حيث إنها المورد الرئيس وطبيعي أن يكون سعرها أرخص من أي منطقة أخرى، مؤكدا أن السوبيا ذات اللون الأحمر لها طلب أكثر من السوبيا البيضاء، وهذا يأتي من خلال رغبة الزبائن، وقال كثير ممن يأتون يطلبون السوبيا مع العلم أن بعضهم لم يسبق أن تذوقها، فقط لسماعه من أصحابه أو مقربين له عن مدى لذتها ونكهتها التي تميزها عن باقي المشروبات، وهذا سبب انتشارها الواسع خصوصا خلال شهر رمضان المبارك.