مع اقتراب عيد الفطر المبارك وفي الوقت الذي ينفق فيه الأزواج وأرباب الأسر على أبنائهم لشراء حاجاتهم، اشتكى العديد من السيدات من ظلم أزواجهن لهن ولأطفالهن جراء تقصيرهم الشديد عليهن بعدم إنفاق المال، ووصفهن لهم بأنهم بخلاء على أهاليهم ورعيتهم، كرماء خارج منازلهم. يأتي ذلك في وقت أكد فيه أخصائيون أن المشكلات الأسرية تقل بشكل كبير في شهر رمضان، بينما أكد بعضهم أن معظم مشكلات الأزواج في المملكة التي تنتهي بالطلاق تكون لأسباب مالية أو بسبب "الزوج البخيل"، كما تقول بعض الزوجات.

وفي حديث إلى "الوطن" اشتكت إحدى السيدات وفضلت عدم ذكر اسمها، من زوجها "الشحيح" الذي لا ينفق المال الواجب عليه لزوجته وأبنائه إلا بشق الأنفس، خصوصا أنه يغدق المال على استراحته اليومية مع زملائه لاستيفاء الإيجار السنوي ومستلزمات المعيشة من الأكل، إضافة إلى ملحقات "الأرجيلة" والتي يسميها دائما "بالمعشوقة" ويدفع لها شهريا مبلغ يفوق 200 ريال علاوة على 2500 ريال تخصص لمبلغ الإيجار. واستغربت السيدة من أن زوجها يتحلى بكرم "الطائي" بين زملائه خارج المنزل، إلا أنه "شحيح" بالمال والإنفاق على زوجته وأبنائه الخمسة، وقالت إنها طلبت الطلاق أكثر من مره لعادته الذميمة في الإمساك عن رعيته، مشيرة إلى أن زوجها بحالة مادية جيدة ولكن لا يكترث لمتطلبات المنزل والأبناء بقدر استمتاعه بحياته خارج المنزل.

وأضافت السيدة في شكواها أن المعضلة المادية التي تمر بها وتعصف بأوضاعها الاقتصادية منذ سنوات، قد زادت في الآونة الأخيرة لحد لا يطاق وألقت بظلالها على أبنائها الخمسة نفسيا واقتصاديا، مشيرة إلى أنها طلبت الطلاق من زوجها أكثر من مرة إلا أنه يرفض الانفصال بحجة أن الأعذار المادية والتقصير على أبنائه لا يستدعي ذلك.

من جانبه، أكد أستاذ علم الاجتماع ورئيس لجنة التنمية الاجتماعية بجنوب الرياض سابقا الدكتور محمد العتيق، أن غالبية المشكلات الزوجية في المملكة التي تتسبب في طلب الطلاق من قبل الزوجات، تندرج أسبابها حول مشاكل مالية تنطوي على الزوج "البخيل" مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يناقش فيه الاستشاريون الزوجات اللاتي يعرضن مشكلاتهن المتعددة، يتبين عدم وجود عيوب جذرية في أزواجهن تتعلق بالإصابة بمشكلة صحية أو مرض معين لا تستطيع معه الزوجة إكمال حياتها، مؤكدا أن أبرز أسباب طلب الانفصال التي طفت على السطح مؤخرا تركزت على "بخل" الزوج وعدم إنفاقه بشكل جيد على أهل بيته.

وأوضح العتيق، أنه من خلال تلقي لجنة التنمية الاجتماعية جنوب الرياض شكاوى المتزوجات، اتضح أن جلّ مشكلاتهن أسبابها مالية بحته وتتعلق مباشرة بتقصير الزوج ماديا وعدم توفير احتياجات أهل بيته، مشيرا إلى أن إحدى شكاوى السيدات التي وردت إلى اللجنة تمثلت في أن راتب الزوج الشهري قليل جدا وبالكاد يتكفل به وحده –على حد تعبير الشاكية-، وأضاف العتيق حينما يتم عرض المشكلة على الزوج لأخذ رده لإيجاد حل مناسب، يجيب الزوج بأنه ليس لديه حل في زيادة المصروف وإذا لم تستطيع الزوجة مواصلة الحياة الزوجية فلتذهب في حال سبيلها.

إلى ذلك، انخفضت نسبة المشكلات الأسرية خلال شهر رمضان إلى 90% في فرع مركز التنمية الأسرية بمدنية العمران والقرى المجاورة بالأحساء مقارنة بالفترة الزمنية ذاتها خلال شهر شعبان المنصرم.

وقال مدير فرع مركز التنمية الأسرية بمدنية العمران بالأحساء المستشار الأسري حجي النجيدي إن روحانيات وطبيعة شهر رمضان الفضيل ساعدت كثيرا على انخفاض معدلات المشكلات الأسرية التي ترد إلى المركز بنسبة عالية جدا، كما أن التعامل مع هذه النوعية من القضايا الأسرية يكون بيسر وسهولة.