فيما سجلت نسبة مبيعات الذهب في المملكة ارتفاعا فاق 65%، في ظل تزايد الإقبال على شراء ذهب الزينة والهدايا خلال الأيام الحالية، كشف تجار عن تحول بوصلة شراء السعوديين للمعدن الأصفر، إلى اقتنائه بهدف تصريف مدخراتهم للاستثمار فيه، خصوصا القطع الذهبية من سبائك وجنيهات.

وأشار التجار خلال حديثهم لـ"الوطن"، إلى أن كثيرا من المستثمرين فقدوا شهيتهم في سوق الأسهم والتعامل مع الاكتتابات وعزموا على الاستثمار في المعدن الأصفر، ولا سيما أن المتابعين ما زالوا يعتبرونه الصديق القديم والملاذ الآمن في ظل الأزمات الاقتصادية غير المستقرة التي تعصف بدول العالم.

وأكد لـ"الوطن" تاجر الذهب في سوق التجزئة بالرياض عبدالله المهري، أن السعوديين جددوا ثقتهم في المعدن الأصفر، وأصبحوا يستثمرون في السبائك الذهبية التي تدر عليهم أرباحا جيدة في ظل التفاؤل بأسواق الذهب العالمية، خصوصا مع تراجع الثقة في سوقي الأسهم والعقار خلال الفترة الماضية، مبينا أن نسبة مبيعات الذهب في المملكة ارتفعت بنحو 65% خلال الشهرين الماضيين.

وقال المهري إن المعدن الأصفر حقق خلال الفترة الماضية ارتفاعات ملحوظة تخطت حاجز 6 آلاف ريال للأوقية، مشيرا إلى أن سعر كيلو الذهب عيار 24 بلغ نحو 193 ألف ريال، مرتفعاً عن الأشهر الماضية، وأن غالبية المستهلكين وزبائن الذهب ممن يريدون شراءه لاقتنائه أو للهدايا أصبحوا يتذمرون من ارتفاع الأسعار، مضيفا أن أسعار الذهب ستواصل ارتفاعاتها حتى بداية عام 2013 وستصل إلى ذروتها، مبينا أن الارتفاع الحالي في الأسعار سبقه ارتفاعات سابقة متأثرة بالأسواق العالمية وشهدتها أسواق التجزئة بالمملكة.

من جهة أخرى، أشار مدير أحد مصانع المجوهرات، علي المالكي، إلى أن الجنيهات والسبائك الذهبية لها سوق رائجة منذ القدم في المملكة خصوصا لدى الوافدين ممن يستبدلون مدخراتهم المالية بقطع ذهبية ليتم بيعها في بلادهم وتعود عليهم بأرباح جيدة، لافتا إلى أن التعامل مع القطع الذهبية الخالصة بات جاذبا في الوقت الحالي سيما مع توقعات المحللين الاقتصاديين بازدهار أسواق الذهب عالميا وانعكاسها على الأسواق المحلية.

وخلال جولة قامت بها "الوطن" على أسواق الذهب بالرياض، تبين ركود في عملية البيع والشراء خصوصا في هذه الأوقات التي تزيد فيها الأسعار بشكل لافت. وأوضح المواطن صالح العلي أنه من محبي الاستثمار في سبائك الذهب ولكن بحذر، مبينا أن المحال التجارية تستغل المستهلك ضعيف الخبرة وتروج لإشاعات حول الأسواق العالمية وتأثيرها عليهم، مشيرا إلى أن معظم مرتادي المحال لا يوجد لديهم معلومات عن أسعار الأونصة والأوقية في أسواق العالم، ويعتمدون على مشورات البائعين.

وأضافت المواطنة أم أحمد، أنها لا تعلم عن الاستثمار في السبائك الذهبية لكنها قد تدرس الفكرة في المستقبل القريب، مبينة أنها غالبا ما تأتي لأسواق التجزئة لبيع إحدى مصوغاتها وتتفاجأ عند وزنها بأن سعرها منخفض، وذكرت أن أصحاب المحال يزنون الذهب الخالص فقط من غير الفصوص، وذلك عكس ما يفعلونه عندما يبيعون الأطقم بوزنها مجتمعة مع الفصوص ليزيد سعرها على المستهلك.

وفي ذات السياق، أوضح مصدر مطلع في وزارة التجارة أنهم ألزموا مصانع الذهب بالمملكة بالتقيد بأنظمة الوزارة والنسبة المسموح بها من وزن الفصوص في أطقم الذهب لا تتجاوز 5%، مشيرا إلى أن النسبة المتبقية تكون للذهب الخالص لكيلا يتم التلاعب بأسعار الذهب عند البيع أو الشراء، مبينا أن كثيرا من المصانع كانت تتلاعب في أوزان الذهب بوضع نسب فصوص عالية إضافة إلى الأحجار الكريمة، وطالب المصدر المواطنين عندما يكتشفون أي تلاعب فيما يخص الفصوص أو أسعار الذهب بإبلاغ الوزارة لمحاسبة المتلاعبين.