نعم مخطئون، ونرفع بهذه المناسبة بالغ اعتذارنا إلى كل مسؤول خذلنا في منصبه، نقدم له كل مفردات الأسف على طبق مطالبنا المعلقة!، ونعده بعدم تكرار ما أقدمنا عليه من مطالب مشروعة، ولوم مستحق، وعتاب كان في المكان الخطأ!.

ولأننا "مخطئون" فنعده أيضا برمي تقصيره وإهماله طوال فترة التصاقه بكرسي المنصب على أي أحد سواه، سنرميه على الحظ، وعلى عدم التوفيق، وخذلان الظروف، وإن أراد سنرميه على صاحب "البقالة" المجاورة!. سنفعل أي شيء باستثناء مطالبته ولومه، التي لا تعود سوى بصدى مركب وخيبات متوالية!.

نعم نحن مخطئون، بإضاعتنا للكثير من الوقت في الطريق الخطأ حين يداهمنا المرض مثلا، بينما كان من الأجدى أن نطلب من أمراضنا وعللنا ألا تداهمنا إلا في حال وجود سرير شاغر في مستشفى المدينة اليتيم، سنتوسل للمرض ألا يباغتنا بالتزامن مع إجازة طبيب القسم الوحيد، سنستعطف آلامنا بأن تؤجل حضورها لحين إصلاح جهاز الأشعة العتيق!، وسنطالبها أن تُشعرنا بموعد حضورها مسبقا، حتى نتفادى ربكة الحيرة وإشغال السلطات!.

ونعم مخطئون، فبكامل إرادتنا نسقط بمركباتنا في "حفر" الشوارع، ونعتلي بها "مطبات" الطرق، صحيح أنه لا توجد خيارات أخرى حين تصبح بين "الحفرة" وأختها "الحفرة"، "حفرة" ثالثة، وحين تعقد "المطبات" صلحا أبديا مع غالب طرقاتنا، إلا أن الحل لا يكمن إطلاقا في المطالبة بإصلاحها وإعادة رصفها لتصبح طرقا تنتمي للقرن الحالي، كان الأجدر بنا ابتكار خطط أخرى بديلة لتجاوز تلك العقبات كـ"القفز بالزانة" مثلا!.

وما زلت مصرا بأننا مخطئون، فقد تفرغنا طوال الفترة الماضية لاجترار كل مفردات المطالبة بجعل "المسكن" قريبا من "ساكن" هذه الأرض، واجتثاث مبالغات الإيجار، والقضاء على معادلة الفضيحة التي قفزت بأسعار الرمال، لتصبح أعلى من أسعار الذهب!، ولأن صدى مطالبنا عاد بـ"لا شيء"، فقد كان منا من افترش الأرض والتحف السماء، ثم ضرب موعدا مع الأحلام لتحقيق كل مطالبه الكثيرة!.