من قلب العالم أم القرى مكة المكرمة، التي من أرضها شع نور الإسلام، وعليها درج سيد الأنام وتنزلت الملائكة الكرام؛ من هناك دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إخوانه زعماء وقادة العالم الإسلامي لمؤتمر قمة استثنائي ليكون أمام الكعبة المشرفة وأكناف المسجد الحرام، في ليلة هي إحدى ليالي العشر قد تكون ليلة القدر.
من هنا نعلم قوة إيمان هذا الزعيم الذي شرفه ربه جل وعلا بخدمة البيتين العظيمين: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) ثم ندرك أن هذه الدعوة ليست أمراً اعتياديًا أو طبعياً بل هي دعوة نبعت من قلب مؤمن عظم ببيت الله ومقدساته، ورأى أن من واجبه دعوة إخوانه زعماء العالم الإسلامي في هذا الوقت بالذات، فعند بيت لله الحرام تزول الفوارق ويرى الزعماء ذلك الجمع المتألف من شعوب الأرض قاطبة اجتمعوا متساوين لا يفرق بينهم شيء من فوارق التمايز البشري، فالكل سواسية ليدرك القادة أن وحدة الإسلام ورابطته هي أعظم رابطة، فيعملون على تحقيق ما تأمله شعوبهم وتتطلع إليه منهم، وذلك بتفعيل أهم بنود ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، وهو تعزيز التضامن الإسلامي بين الدول الأعضاء في المنظمة وفق ما رُسم لها من مبادئ تعطي لها مكانتها التي يجب أن تكون عليها بين شعوب الأرض، فالوحدة قوه والفرقة ضعف.
هذا الملك بصفاء نفسه وأمانة مسؤوليته وعمق إيمانه وإخلاصه لربه عمل لوحدة المسلمين وتقليل الشر، و ظل هاجسه الأكبر دفع الاحتراق بين شعوب الأرض بقدر الإمكان لتعزيز وحدة المسلمين ووحدة صفهم. ولا نملك له إلا الدعاء بالتوفيق وإننا لعلى يقين بأن الله جل وعلا لن يخذله، فقد وعد سبحانه بقوله: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا).
جعله الله اجتماعاً مباركاً وحمى الله المسلمين من كل شر وجمع كلمتهم على البر والتقوى.
عازب سعيد آل مسبل
عضو مجلس الشورى