ظاهرة غريبة بدأت تظهر في عالم التقديم التلفزيوني، حيث يطل أكثر من مقدم برنامج، وخاصة البرامج الحوارية على أصدقائه ومتابعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك، و"تويتر" قبيل مواعيد برامجهم، ويطالبون الجمهور بدعمهم من خلال اقتراح أسئلة لضيوف الحلقات.

لا أعلم هل هذه الخطوة هي دعاية ذكية من مقدم البرنامج لاستقطاب شريحة كبيرة من متابعي هذه المواقع لبرنامجه؟، أم أن هناك أزمة حقيقية في الإعداد للبرامج الحوارية؟، خاصة أن هذا النوع من البرامج تحرص عليه كثير من الفضائيات في رمضان، لتسد به جزءا من الوقت الذي لم تجد برامج ملائمة لشغله.

من المتعارف عليه أن هذه البرامج الحوارية يكون لديها فريق إعداد متكامل يختار الضيوف بعناية، ويبحث في سيرة الضيف الذاتية، ويصنع المحاور التي سيسير عليها الحوار خلال البرنامج، ليكون اللقاء ثريا بما يثير اهتمام المتابع، ويطلعه على جوانب مهمة في شخصية الضيف مهما كان.

ولكن الواقع أن بعض مقدمي البرامج الحوارية أخذوا على عواتقهم إعداد برامجهم وتقديمها، ولذلك نجدهم دائما يقعون في مآزق، فيلجأون إلى الجمهور بحثا عمن يسعفهم في اللحظات الحرجة بمحاور ربما لا ترتقي لأن تكون محور الحديث في البرنامج الذي سيظهر باهتا حتما.

لفت انتباهي كثيرا قيام المذيع فهد السعوي الذي يقدم برنامج "للحديث بقية " ويستضيف من خلاله عددا من الشخصيات للحديث بالإعلان على موقع تويتر أكثر من مرة مفصحا عن ضيف حلقته اليومي، طالبا من الجمهور تزويده بالمحاور التي يمكن أن يتحدث فيها مع ضيفه.

برنامج "للحديث بقية" سجل بلا شك حضورا مميزا في بعض حلقاته.

مثل هذه البرامج الحوارية يكمن نجاحها في عدة أمور، أبرزها اختيار الضيوف، والإعداد الجيد للمحاور التي سيقوم عليها الحوار، والأهم من ذلك البحث في مسيرة الضيف، ونبش أوراقه، وعدم الاعتماد على ما يطرحه الجمهور من محاور، فالمشاهد مهما بلغت ثقافته لا يمكن أن يقدم للبرامج الحوارية ما يثريها إلا عن طريق المداخلات والتعليق على ما يدور فيها من حديث.