وأنت تتجول في طرقات مدينتك وتحديدا في فترة ما قبل إفطار رمضان ، فإنه قلما تلاحظ مركبة من دون أن يكون بها أطفال برفقة آبائهم، في حين يخلو ذلك الوقت من خروج غالبية الأمهات إلى حد ما، على اعتبار أن تلك الفترة تعد المنعطف الأبرز في مسيرة نهار رمضان بالنسبة لربات المنازل، إذ يكون المطبخ في أوج نشاطه، ولذلك تضطر الأمهات إلى الدفع بالأطفال إلى آبائهم للخروج بهم إلى الأسواق أو التنزه، بهدف إبعادهم عن مخاطر إعداد الوجبات، ولإشغالهم في أحيان كثيرة لأمهاتهم.
عبدالله المالكي "من خميس مشيط " يقول: لدي ثلاثة أطفال وأعمارهم متقاربة إلى حد ما، وكثيرا ما عودتهم على الخروج بهم خارج المنزل، وسط إصرار والدتهم على ضرورة تفرغها لإعداد وجبة الأفطار، معتبرا أن ذلك قد يبعدهم بعد مشيئة الله عن أخطار المطبخ وحوادثه.
ويضيف المالكي: إن مشكلة انهماك الأمهات في أعمال المطبخ تجعلهم ينصرفن عن مراقبة الأطفال، وبالتالي تحدث بعض الحوادث الخطرة، ومنها الحروق وانسكاب الزيت، أو تعرضهم للجروح من بعض أدوات الطبخ.
أما أحمد آل مشهور "من أبها " فيقول: يجب على الآباء مساعدة الزوجات في تلك الفترة، وذلك من خلال رعايتهم للأطفال، سواء بالمكوث معهم داخل المنزل وإبعادهم عن المطبخ، أو الخروج بهم لبعض الوقت إلى المتنزهات أو الحدائق أو الأسواق، فكثيرا ما وقعت حوادث راح ضحيتها الأبرياء بسبب انشغال الأسرة.
من جهته أكد الناطق الإعلامي للدفاع المدني في منطقة عسير العقيد محمد العاصمي، أن وقوعات إدارته تشير إلى زيادة حوادث المطابخ خلال الشهر الفضيل، وذلك بسبب أعمال الطهي والقلي التي تشهدها المنازل لساعات طوال وانشغال الأسر بإعداد الوجبات، مؤكدا أن مصادر الخطر في تلك الحوادث تشمل بدء استخدام الزيت في أعمال القلي والطهي، واستخدام فرامات اللحم ومواقد الغاز والأجهزة الكهربائية، وتعدد مصادر اللهب في مواقع متقاربة، فضلا عن رداءة بعض التوصيلات الكهربائية وتمديدات الغاز، وسط عدم توفر طفاية حريق مناسبة بكل مطبخ في مكان يسهل الوصول إليها لاستخدامها عند الحاجة.
وأضاف العاصمي: إن هناك خطة توعوية ينفذها الدفاع المدني قبل حلول شهر رمضان المبارك، تستهدف الأسرة، وتعزز من سرعة استجابة كوادر الدفاع المدني للتعاطي مع الحوادث المختلفة، والتخفيف من آثارها.