كشف مصدر دبلوماسي مطلع أن تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب جاء لغياب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بسبب العملية الجراحية، وعدم تغيير في مواقف الدول العربية من الأزمة السورية التي وصلت مراحل متقدمة لا يمكن أن تستفيد من الجهود العربية فيها، وقال لـ"الوطن" إن "حكومة الأسد رمت بنفسها في أحضان بوتين وخامنئي وراهنت عليهما في دعمها مالياً وعسكرياً بالمواد والعناصر والتقنيات وحق النقض الذي استخدمته روسيا والصين مرتين لتعطيل جهد مجلس الأمن".
وأبان المصدر أن القمة الإسلامية تكتسب أهمية خاصة لأنها تعيد إحياء التأكيد على مواقف الدول الإسلامية من الأزمة السورية ورفضها مستوى العنف الإجرامي الذي تستخدمه حكومة الأسد في مواجهة المظاهرات المطالبة بتنحيته، مشدداً على أن الدول العربية تخندقت في مواقف واضحة منذ بداية الأزمة، مما أدى إلى تدويلها إلى مجلس الأمن الذي تعطَّل عمله وفشل في حماية المدنيين بسبب مواقف بكين وموسكو، وأضاف "كل اجتماعات وزراء الخارجية العرب لن تضيف في هذه المرحلة شيئاً جديداً على مستوى الملف السوري".
وأكد أن عيون المسلمين في كل أنحاء العالم تتطلع باتجاه المشاركين في هذه القمة التي تجيء في هذا الظرف الدقيق الذي تعاني فيه الأمة من مآس خطيرة، وتنتظر مبادرة أو خطوة قد يعلن عنها في هذه القمة،
وأضاف "في هذا الوقت الذي نرى فيه السلام والأمن والروحانية نتذكر إخوتنا في سورية وبورما وفي كل مكان ممن يعانون من مشاكل سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، أو صراعات طائفية بسبب دول لا تريد التعاون والتضامن لمصلحة المسلمين، لكنها تهدف إلى خدمة مشاريعها العنصرية الطائفية فقط".
وأوضح أن الخلافات المستمرة التي تحمل أبعاداً سياسية في الأساس كانت السبب لإلغاء أو تقليص عمل اجتماعات وزراء الخارجية العرب من صفتها وتمثيلها إلى المستويات الثنائية، مبينا أن جدول أعمال الاجتماعات تضمن بحث أبعاد استقالة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان وما يمكن القيام به في وقت غابت فيه جامعة الدول العربية عن المشهد ولم يعد لها دور في معالجة هذه الأزمة التي فشل في معالجتها أيضاً مجلس الأمن الدولي.